مديرة صندوق النقد الدولي: علينا أن نستعد للأسوأ ونعمل على إنقاذ تونس ومصر

اتساع الفجوة بين الأسواق الناشئة والأسواق المتقدمة يزيد من معدلات الفقر والمجاعة في العالم (غيتي)

قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن الحكومات بحاجة لدعم تكلفة المعيشة بالنسبة للأشخاص الأكثر فقرًا من أجل مساعدة محافظي البنوك المركزية على مكافحة التضخم.

وأضافت كريستالينا في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ “إذا لم تكن المساعدة موجهة بشكل جيد لهذه الفئة، فإن هذا سيؤدي إلى مزيد من الفوارق الاجتماعية وارتفاع الأسعار”، وتابعت “السياسة النقدية يتم تشديدها، لكن السياسة المالية تسير في الاتجاه الآخر عن غير قصد”.

وقالت كريستالينا جورجيفا “علينا أن نحلل بشكل موضوعي الأسباب وراء الارتفاع الكبير للتضخم”، وأشارت إلى أن آثار الحرب جاءت بعد جولات متتالية من الإنفاق المرتبط بتداعيات فيروس كورونا، وإنتاج السلع، وتعطل سلسلة التوريد الخاصة بالأغذية.

أما بالنسبة لسريلانكا التي تعثرت حكومتها في وقت سابق من هذا العام، وتجري مناقشات مع صندوق النقد الدولي بشأن إعادة هيكلة الديون، فقد أكدت مديرة صندوق النقد أنه بمجرد تشكيل حكومة جديدة، سيعود المفاوضون لتحريك محادثات الديون “بسرعة كبيرة”.

ويجري صندوق النقد الدولي محادثات مع العديد من البلدان التي ساءت أحوالها في الأشهر الأخيرة، وأشارت كريستالينا جورجيفا إلى المناقشات التي تم الانتهاء منها مؤخرًا في باكستان، موضحة أن الهدف إعادة هذا الاقتصاد إلى “حيث كان قبل عام واحد فقط”.

وكشفت أن الصندوق أولى عناية فائقة لإنقاذ كل من تونس ومصر من تبعات توريد الغذاء، والعمل على تجنب الأخيرة السيناريو الأسوأ من خلال دعم سياسة بناء المخازن لمواجهة ندرة الحبوب والمجاعة.

وأوضحت أن هناك “وعيًا أكبر بأن الأفق كان مظلمًا” خلال الأشهر القليلة الماضية، مشيرة إلى أن صندوق النقد خفّض توقعات النمو الاقتصادي مرتين هذا العام، كما توقعت خفضًا جديدًا للنمو في غضون الأسبوعين المقبلين.

وقالت إن مخاطر التراجع الاقتصادي العالمي محصلة طبيعية للحرب والوباء وتشديد السياسات النقدية.

وتابعت كريستالينا جورجيفا “أود أن أذكر الجميع بالاستعداد للأسوأ. في غضون عامين كان لدينا حدثان لا يمكن تصورهما، أقصد كوفيد والحرب في أوكرانيا. ما الذي يضمن عدم وجود صدمة أخرى؟”.

وتعاني حوالي 30٪ من الاقتصادات الناشئة والنامية من ضائقة ديون، وتدفع 10٪ أو أكثر لخدمة تلك الديون. في حين وصلت نسبة الديون المتعثرة للدول النامية إلى 60٪.

ومع تزايد الفجوة بين الأسواق الناشئة والأسواق المتقدمة، قالت مديرة صندوق النقد الدولي إنه يجب العودة إلى الاتجاه الذي استمر لثلاثة عقود قبل الوباء، والمتمثل في اللحاق بالأسواق الناشئة مع الاقتصادات الأكثر تقدمًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + موقع بلومبيرغ الأمريكي