20% من حالات السرطان تسببها الفيروسات.. فما هي؟

يُعدّ مرض السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية فإن السرطان يتسبب في وفاة 10 ملايين شخص سنويا.

وفي هذا الصدد قالت الدكتورة أمل ناصر استشارية الطب الباطني والأورام في مركز دوك الطبي في قطر لبرنامج (مع الحكيم) على شاشة الجزيرة مباشر، إنه لا بد من فهم آلية عمل الخلايا السرطانية ونشأتها وتطورها داخل الجسم قبل الحديث عن الفيروسات المسببة لها.

وذكرت أن السرطان عبارة عن نموّ غير منضبط لخلايا غير طبيعية في الجسم، ويقع هذا النموّ عندما تتوقف آلية التحكم الطبيعية في الجسم عن العمل، بمعنى أن الخلايا القديمة لا تموت، بل تستمر في النموّ حتى تخرج عن نطاق السيطرة، وتشكل خلايا جديدة غير طبيعية تكون على هيئة كتل من الأنسجة تسمى الورم.

وقالت الدكتورة أمل ناصر إن الفيروسات تعد من أبرز مسببات السرطان، إذ أكدت الدراسات العلمية أن 20% من حالات السرطان في العالم تعود إلى الإصابة بأحد الفيروسات السبع المعروفة وهي فيروس الورم الحليمي، وفيروسي التهاب الكبد بي وسي، وفيروس إيبشتاين بار، إضافة إلى فيروسات خلايا تي البشري وهربس وميركل للتورّم.

وقالت إن هذه الفيروسات لا تسبب السرطان إلا بعد وقت طويل من بداية العدوى بها، حيث تكمن في الجسم بعد انتهاء العدوى الأولية، وقد يستمر نشاطها فترة طويلة.

ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن حالات العدوى من الفيروسات المسببة للسرطان مسؤولة عن 30% من حالات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل، ويتسبب السرطان في وفاة 10 ملايين شخص سنويا، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد في العقود المقبلة.

وكشفت الإحصائيات أن العادات غير الصحية مثل تعاطي التبغ وتناول الأطعمة العالية الدهون وتلك الخالية من الألياف الصحية، وقلة ممارسة النشاط البدني تزيد احتمالات الإصابة بالسرطان، وكشفت التقارير أن ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان كان أصحابها من متعاطي التبغ.

الكشف المبكر أفضل الطرق في علاج أمراض السرطان

وأشارت ضيفة البرنامج إلى أنه في حين أن معدل معظم السرطانات يتجه نحو الانخفاض، فإن معدل أنواع معينة مثل الورم الميلانيني -وهو أحد سرطانات الجلد- قد ارتفع في العقود القليلة الماضية.

ووفقًا للمعهد الوطني للسرطان يتم تشخيص نحو 39.5% من جميع الرجال والنساء في الولايات المتحدة بالسرطان في مرحلة ما من حياتهم.

ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى النساء، وسرطان البروستاتا من أكثرها لدى الرجال، كما يصيب سرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم الرجال والنساء بأعداد كبيرة.

علاوة على ذلك، يمكن أن تحدث بعض أنواع السرطان بسبب العوامل البيئية، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وقد يرتبط عدد من السرطانات بعدوى أولية بفيروس من الفيروسات السابق ذكرها.

بالإضافة إلى تلك العوامل، فإن هناك أنواعا من السرطانات الموروثة، مما يعني أنها تنتقل عبر العائلة من جيل لآخر، ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية فإن نحو 5% إلى 10% من جميع أنواع السرطان موروثة نتيجة طفرات جينية.

وأكدت الطبيبة أهمية الفحوص للجميع ممن تظهر عليهم أعراض المرض والذين ليس لديهم أي أعراض للسرطان، ويكون الفحص اعتمادًا على العمر أو الجنس أو عوامل الخطر الأخرى خاصة إذا كان الشخص من إحدى هذه الفئات:

  • من أصيب بالسرطان من قبل أو لديه فرد من العائلة تم تشخيص إصابته بالسرطان.
  • إذا كان الشخص يتعاطى التبغ أو تعامل مع مواد كيميائية معينة.
  • إذا كان لدى الشخص طفرة جينية معينة مرتبطة بالسرطان أو جلطة دموية تتطور دون سبب معروف أو كان من المسنّين.

ونصحت استشارية الأورام بالخضوع للفحص الدوري للكشف المبكر عن السرطان حتى يسهل علاجه والقضاء عليه تماما عن طريق الجراحة لاستئصال الورم مباشرة أو الخضوع للعلاج الكيميائي، أو استخدام الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية.

المصدر : الجزيرة مباشر