ترك وصية مؤثرة عن الظلم.. انتحار شاب مصري في بث مباشر على فيسبوك

الشاب المصري عمرو زايد
الشاب المصري عمرو زايد (فيسبوك)

انتحر شاب من محافظة البحيرة شمالي مصر بتناول قرصين من مادة سامة تُستخدم لحفظ الغلال، وذلك خلال بث مباشر عبر حسابه على فيسبوك.

وكشف الشاب عمرو زايد (30 عامًا) خلال البث المباشر أن السبب وراء إقدامه على الانتحار هو ما شعر به من ظلم بسبب خلافات أسرية ورغبته في تبرئة نفسه من التهم التي وجّهها إليه أحد أقربائه بالتحرش بزوجته.

ونفى عمرو -خلال المقطع المصور الذي سجله قبل الانتحار- الاتهامات الموجهة إليه بالتحرش بزوجة أحد أقربائه، قائلًا “أنا لم أصور زوجتك، وابن أخيك من فعل ذلك”.

وحاولت عائلة الشاب إنقاذ حياته ونُقل على الفور إلى المستشفى الجامعى بالاسكندرية، إلا أنه فارق الحياة بمجرد وصوله إلى هناك وتم إبلاغ جهات التحقيق بذلك.

وترك الشاب وصية عثرت عليها أسرته قال فيها “أنا العبد الذي ظلمه الناس أجمعون، من أهل وأصدقاء أكلوا حقي وأشتكيهم إلى الله، وأنا خصيمكم أمام الله، وربي سوف يأتي بحقي، وأنا سابقكم إلى الذي خلق السماوات والأرض”.

 

وأكد عمرو خلال رسالته أنه المسؤول الوحيد عن قرار الانتحار، طالبًا من زوجته ألا تقبل مساعدة ممن شاركوا في ظلمه، وألا يدخل أحد منهم عزاءه ولا بيته.

من جانبها، قالت زوجة عمرو لوسائل إعلام مصرية إنه وصل إلى هذه المرحلة بسبب خلافات مع أخواله على الميراث، حيث كانوا دائمًا يتعرضون له بالضرب والإساءة وألصقوا به اتهامات باطلة.

وأوضحت أنه طلب منها قبل وفاته مساعدة ابنَيه محمد وبسملة على النوم ثم الخروج من المنزل، لكن لم يساورها الشك في أنه سيحاول الانتحار.

وأضافت أن زوجها الراحل عاش يتيمًا، والآن يعيش أطفاله أيتامًا أيضًا بسبب الظلم والقهر، وطالبت بحق زوجها ومحاسبة كل من دفعه إلى الانتحار بهذا الشكل.

 

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كانت دار الإفتاء المصرية قد أشارت في بيان رسمي إلى شيوع محاولات الانتحار بحبوب الغلة في البلاد، وقالت إن استخدام حبوب الغلة أوغيرها للانتحار هو “كبيرة من أعظم الكبائر”.

وجاء في البيان “من أكثر صور الانتحار انتشارًا في الأيام الأخيرة وخاصة في القرى، الانتحار عن طريق تناول ما يُعرف بحبوب الغلة، وهي مبيد حشري يُستعمل لحفظ الغلال من التسوس”.

وشددت دار الإفتاء على أن الإسلام حرّم الاعتداء على النفس البشرية بأي صورة من صور الاعتداء، سواء كان الاعتداء من الشخص على نفسه أم منه على غيره.

وطلبت دار الإفتاء من العائلات -في نهاية بيانها- الحرص على سلامة أبنائهم، مشددة على ضرورة احتوائهم ومراعاة مشاعرهم، وعدم الإيذاء النفسي الذي قد يؤدي بهم إلى ما لا تُحمد عُقباه.

 

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع قصة الشاب عمرو زايد، وعبّروا عن شعورهم بالحزن لما أصابه.

وكتب حساب لشخص يدعى سمير الفار “رسالة مؤثرة من شاب أنهى حياته على الهواء في كفر الدوار، سأنتظركم يوم القيامة”.

 

وأضافت متابِعة أخرى على فيسبوك “بدل ما الأهل والأقارب يكونوا سند وعون بقوا عقارب، اللهم احفظنا، كل واحد حسابه عند ربنا”.

 

وفي يناير الماضي، كشفت أحدث إحصائية صادرة عن مكتب النائب العام أن مصر شهدت 2584 حالة انتحار خلال عام واحد، وتحديدًا منذ يناير 2021.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي