أسوشيتد برس: ثلاثة دوافع وراء العدوان الإسرائيلي على غزة

تصاعد النار وأعمدة الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

رصد تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية ثلاثة دوافع رئيسية وراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة تنوعت بين أهداف عسكرية وسياسية ودولية.

وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت “تستهدف في المقام الأول قائدًا كبيرًا بحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من إيران”.

وجاء ذلك في أعقاب اعتقال قيادي بارز آخر في الحركة الأسبوع الماضي، خلال عملية إسرائيلية استمرت شهورًا تهدف إلى اعتقال الفلسطينيين الذين تصنفهم سلطات الاحتلال أنهم “مشتبه بهم في هجمات مسلحة”.

وتحدّث التقرير عن حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وقال إنها “تتمتع بدعم مالي وعسكري مباشر من إيران”، مشيرًا إلى أن علاقة الحركة بطهران “أصبحت القوة الدافعة للانخراط في الهجمات الصاروخية وغيرها من المواجهات مع إسرائيل”.

واعتبرت أسوشيتد برس أن حركة الجهاد الإسلامي فصيل “أكثر تشددًا” أُسِّس عام 1981 بهدف إقامة دولة فلسطينية إسلامية في الضفة الغربية وغزة.

وصُنّفت الحركة “منظمة إرهابية” من وزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي وحكومات أخرى.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن الغارات الإسرائيلية التي بدأت منذ عصر الجمعة، أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيًّا بينهم طفلة وامرأة وإصابة 125 آخرين بجروح مختلفة.

 

اتصالات مع إيران

وأضاف التقرير أن إيران -باعتبارها العدو اللدود لإسرائيل- تزود الحركة بالتدريب والخبرة والأموال، لافتًا إلى أن معظم الأسلحة التي تعتمد عليها الحركة “منتجة محليًّا”.

وبحسب التقرير، فقد طورت حركة الجهاد الإسلامي ترسانة أسلحة مماثلة لتلك التي تمتلكها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيث مكنتها، أمس الجمعة، من استهداف عدة مدن وقرى في تل أبيب بصواريخ بعيدة المدى.

وفي السياق، سلط التقرير الضوء على أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة عقد لقاء مع مسؤولين إيرانيين، عندما بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في قطاع غزة، حيث يُجري زيارة إلى طهران.

استهداف قادة حركة الجهاد

وذكر التقرير أن إسرائيل كانت تستهدف تيسير الجعبري (50 عامًا) القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حيث كان مسؤولًا عن أنشطة الحركة في قطاع غزة خلال حرب 2021.

وتؤكد تل أبيب أن الجعبري كان يستعد لشن هجوم صاروخي مضاد للدبابات على إسرائيل، وفق أسوشيتد برس.

من جهته، قال القائد السابق لقوات الدفاع الجوي في جيش الاحتلال زفيكا حاييموفيتش في تصريحات لأسوشيتد برس “بمجرد ضرب القادة سيؤثر ذلك فورًا على التنظيم ككل، وسيخلق فوضى كبيرة في حركة الجهاد”.

وأوضح التقرير أن الجهاد الإسلامي تحدت حركة حماس عند إطلاقها صواريخ على إسرائيل، من أجل إبراز مكانة الحركة بين الفلسطينيين بينما تحافظ حماس على وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن ممارسات حركة الجهاد الإسلامي “تضع ضغوطًا هائلة” على حماس.

بيد أنه في المقابل، شدد التقرير على أن حركة حماس “سيكون لها القول الفصل في المدة، وإلى أي مدى ستستمر هذه الجولة من القتال”.

 

أزمة سياسية في إسرائيل

وألقي التقرير الضوء أيضًا على حالة الاقتتال الداخلي الذي تغرق فيه إسرائيل حاليًّا في ظل أزمة سياسية مطولة ترسل الناخبين إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات.

ويتولى يائير لابيد زمام حكومة تصريف أعمال بعد انهيار الحكومة المتعددة أيديولوجيًّا التي ساعد في تشكيلها، وهو ما ألزم إجراء انتخابات جديدة.

وأضاف التقرير أن لابيد يفتقر إلى الخلفية الأمنية التي يرى العديد من الإسرائيليين أنها ضرورية لقيادتهم.

ويتيح هذا القتال أمام لابيد الفرصة، إما في الحصول على دفعة قوية إذا تمكن من تنصيب نفسه قائدًا منتصرًا، أو أن يتلقى ضربة قاسية من عملية عسكرية طويلة.

وأشار التقرير إلى أن لابيد يأمل في إقصاء رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

ويتصدر نتنياهو استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

المصدر : أسوشيتد برس + الجزيرة مباشر