“هذا ما رأيته بأمّ عيني”.. معتقل سوري سابق يكشف جحيم المسالخ والمحارق البشرية في سجن صيدنايا (فيديو)

قضى السوري محمود حمود 7 سنوات في سجون النظام من أكتوبر/تشرين الأول 2012 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ثم أُفرج عنه بعفو جزئي.

يتذكر الشاب السوري لحظات من الألم لا تُنسى آخذًا على عاتقه نقل صوت أصدقائه المعذبين وضحايا سجون نظام بشّار الأسد إلى العالم، راويا شهادته عما رآه بعينيه وعاشه خلال سنوات الجحيم السبع.

هذا ما رأيته بأمّ عيني

يقول حمود “حينما اعتُقلت تم اقتيادي إلى مقر المخابرات الجوية، وهناك خضعت على مدار سنتين وشهر لتحقيقات وتعذيب لا يُوصف، ثم نُقلت إلى سجن صيدنايا وفيه رأيت عذابًا لا يخطر ببال أحد، مسالخ بشرية ومحارق رأيتها بأمّ عيني”.

وتابع “على سبيل المثال، الغرفة التي تتسع لـ35 تجد عدد معتقليها مع نهاية كل شهر نقص إلى 10، هل تعرفون أين ذهب البقية؟ ماتوا! إما جوعًا أو عطشًا أو تعذيبًا أو بردًا أو حتى رعبًا”.

صورة جوية لسجن صيدنايا في سوريا (الفرنسية)

بعد إطلاق سراحه، استطاع حمود الوصول إلى لبنان بطريقة غير شرعية ساعده عليها أهله المقيمون في فرنسا بالتنسيق مع جمعية (روفيفر) الفرنسية التي سهّلت عبر السفارة الفرنسية في لبنان إجراءات سفره بوصفه لاجئًا.

وعقب وصوله إلى فرنسا، ساعدته الجمعية -وهي تعنى باللاجئين السياسيين السوريين في فرنسا- أيضًا في إنهاء الإجراءات والمعاملات الورقية الصعبة، وبحثت له عن بيت يقيم فيه ثم بدأت تعلمّه اللغة الفرنسية.

رسالة أصدقائي في العذاب

ورغم أنه ابتعد عن سوريا ومن فيها بعد تلك السنوات الصعبة، فإن حمود يسعى من خلال وجوده في فرنسا إلى إتقان اللغة وتعلُّم أشياء أخرى ليكون هو الصوت الذي يفضح فظائع سجون نظام الأسد.

ويختتم حمود حديثه قائلا “عندي رسالة لازم أوصلها، رسالة أصدقائي الضحايا اللي اختفوا وما نجوا، راح نكمل بتوصيل هذه الرسالة لحين يظهر الحق”.

مسلخ بشري

ودائمًا ما يرتبط اسم صيدنايا بالموت أو التعذيب أو الرعب بالنسبة للسوريين بسبب مقتل أعداد كبيرة من المعتقلين داخل السجن الواقع بريف دمشق واختفاء أعداد كبيرة منهم.

وتُقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد المعتقلين في سجون النظام السوري بما يزيد على 100 ألف معتقل ومغيّب، وتؤكد مقتل أكثر من 14 ألفا تحت التعذيب منذ اندلاع الثورة في 2011.

المصدر : الجزيرة مباشر