“نفترش الماء وندفن موتانا بالبيوت”.. السيول تفاقم مآسي السودانيين وسط غياب تام للمسؤولين (فيديو)

فقدَ سكان قرية الرميلة في ولاية النيل الأبيض جنوبي السودان ممتلكاتهم بسبب الفيضانات وسيول الأمطار التي أغرقت عدة مناطق من البلاد.

انتقلت كاميرا الجزيرة مباشر، أمس الأحد، إلى المنطقة حيث هدّمت الأمطار 500 منزل وقضت السيول على آلاف الهكتارات الزراعية.

وأفاد أحد المواطنين المتضررين بأنهم لا يتحصلون على الأكل ولا ماء الشرب، كما يحتاجون للدواء والألبسة وخيام.

دفن الأجنة في البيوت

بسبب الطريق المقطوعة عجز سكان المنطقة عن نقل أطفالهم إلى المستشفيات، وأفاد مواطن لبرنامج (المسائية)، أن إمرأتين أجهضتا ولم يجد أهل القرية مكانًا في المقابر واضطروا إلى دفن الأجنة داخل البيوت.

وأشاد المواطن بقناة الجزيرة مباشر التي تكبّدت عناء سفر دام 7 ساعات للوصول إلى أهالي القرية، قائلًا “أنتم قناة الخير والبركة، وأول حد يزورنا منذ ما حدث” وزاد “أن تدخلوا في المياه ويجروكم بالحبال لتصلوا إلينا هو فعلًا عناء نشكركم عليه”.

السيول ضربت مناطق عدة بالسودان-المناقل 23 أغسطس (رويترز)

وسجّل المواطنون غيابا كبيرًا للمسؤولين مطالبين بتحمل الحكومة والسلطات المختصة لمسؤوليتها وتوفير ما يحتاجونه للخروج من الوضع المأساوي.

لم يتبق لسكان المنطقة سوى مدرسة صغيرة تكدّست فيها مئات الأسر في أوضاع بالغة التعقيد، حسب وصف مراسل الجزيرة مباشر محمد عمر، الذي شاهد انتشار الذباب والبعوض والحشرات السامة والحيوانات المفترسة.

“نفترش الماء ونلتحف السماء”

وقال أحد السكان إن المنطقة لم تشهد مثل هذه السيول منذ عشرات السنين “نفترش الماء ونلتحف السماء” ودعا الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التدخل.

ارتفعت أعداد ضحايا الفيضانات والسيول في السودان إلى 134 قتيلًا معظمهم في ولاية شمال كردفان، وأصيب -وفق إحصاء حكومي- 120 شخصًا وانهار ما يقرب من 55 ألف منزل كليّا فيما انهار 70 ألف منزل جزئيًا.

وتعيش آلاف الأسر من سكان القرى والمدن في ولاية النيل الأبيض أوضاعا إنسانية صعبة؛ شردتهم الأمطار والسيول التي اجتاحت معظم مناطق وسط وشمال وشرق البلاد.

وكانت السلطات السودانية قد قررت تأجيل بدء العام الدراسي الجديد إلى أكتوبر/تشرين الأول المقبل بسبب موجة السيول.

المصدر : الجزيرة مباشر