الجزيرة مباشر ترصد أوضاع “أم جلالة” بولاية النيل الأبيض (فيديو)

كشفت كاميرا الجزيرة مباشر، الأوضاع الإنسانية الصعبة لمتضرري السيول في منطقة “أم جلالة” التابعة لمحلية السلام بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، التي ضربتها السيول والفيضانات.

وأظهرت صور جوية لكاميرا الجزيرة مباشر، حجم الأضرار الكبيرة التي خلفتها السيول في بلدة أم جلالة وأوضاع السكان بعد غرق منازلهم مع انقطاع الطرق وانعدام الخدمات الأساسية.

وبيّنت الجولة الأوضاع الصعبة التي يعيشها مواطنو المنطقة بعد موجة من الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات عارمة أغرقت المنطقة وقطعت الطرق المؤدية إليها، الأمر الذي ضاعف معاناة السكان.

وقال أحد السكان إن المنطقة كانت مأهولة منذ الستينيات، وكان هناك جسر للوقاية من خطر فيضان النيل، لكن بعد سد النهضة مباشرة وزيادة فيضان النيل الأبيض بفعل إغلاق خزان جبل أولياء غمرت المياه المنطقة.

وقال إن ذلك أدى إلى تهدم نحو 50 منزلا بالقرية، غمرتها مياه الفيضانات حتى قبل موسم الأمطار الحالي، والآن بعد هطل الأمطار الغزيرة والسيول زادت الأوضاع سوءا بالنسبة للسكان.

وشكا السكان من غياب الدعم الحكومي للمنطقة وعدم زيارة المسؤولين رغم الأضرار الكبيرة التي أصابت سكان المنطقة وانعدام الخدمات الأساسية من صحة وتعليم.

وقالوا إن أكثر ما يعاني منه السكان إضافة إلى عدم وجود المستشفيات وانهيار المدارس التي تأسست في عهد الرئيس السوداني الأسبق إبراهيم عبود، هو انقطاع الطرق.

وأكدوا أن انقطاع الطريق تسبب في حدوث وفيات بسبب عدم القدرة إلى الوصول إلى المستشفيات التي تقع خارج المنطقة، وناشدوا الدولة تقديم المساعدات لمنطقة أم جلالة التي تعاني الأمرّين بسبب الغرق.

وشكا السكان من تهدم البيوت ووضع الأسر الصعب بسبب انتشار البعوض والحشرات السامة، مما أدى إلى انتشار الأمراض وطالبوا بتدخل سريع لفتح الطرق والجسور لحل مشاكل مواطني المنطقة.

وتبرز الصعوبات الكبيرة في الكوارث الصحية والبيئية بسبب المياه الراكدة وانتشار الحشرات السامة وانقطاع الطرق، حتى إن السكان يضطرون للسفر بالمراكب للوصول إلى المناطق الأخرى.

وبجهود ذاتية يحاول الشباب في المنطقة العمل على إعانة الأسر والتخفيف من المعاناة رغم انعدام كل الخدمات هنا من مستشفيات ومدارس وصحة وغيرها من الخدمات الأساسية.

وتقع ولاية النيل الأبيض في الجزء الجنوبي من السودان -بخريطته الجديدة- وتحدها شمالا ولاية الخرطوم، وغربا ولاية شمال كردفان، ومن الجنوب الغربي ولاية جنوب كردفان وولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان، وولايتا الجزيرة وسنار من جهة الشرق.

ارتفاع عدد الضحايا

وارتفعت حصيلة ضحايا السيول والفيضانات العارمة التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد، إلى 146 قتيلا، منهم 84 توفوا غرقا و55 ماتوا جراء انهيار منازلهم عليهم، إضافة إلى وفيات بلسعات عقارب.

وذكر الدفاع المدني بالسودان أن مياه السيول والفيضانات أدت إلى انهيار 128 ألف منزل سكني جزئيا أو كليا، كما تسببت في نفوق 2741 رأسًا من المواشي وغمر 240 ألف فدان من الأراضي الزراعية.

وتعاني عشرات المناطق في 16 من أصل 18 ولاية من المياه المتدفقة، في ظل ضعف البنى التحتية وعدم الاستجابة الحكومية لأوضاع المتضررين الذين أصبح معظمهم من دون مأوى.