باكستان.. الفيضانات تجبر الأهالي على استخدام القوارب الخشبية للتنقل (فيديو)

تستمر معاناة الأقاليم والمدن في باكستان من آثار الفيضانات المدمرة التي شهدتها على مدار الأسابيع الماضية، وأصبحت مدينة جوهي بمقاطعة السند الباكستانية من أكثر المدن تضررًا حيث غمرتها المياه بشكل كامل وغرقت في شلل تام بسبب محاصرة المياه لمختلف المناطق.

ورصدت فيديوهات اعتماد أهالي جوهي على القوارب الخشبية للانتقال في مختلف أنحاء المدينة، بدلًا من الحافلات التي اعتادوا استخدامها وغابت بعدما غمرت مياه الفيضانات المدينة.

ويصف أحد سكان المدينة الأوضاع الحالية قائلًا “انقطعت كل الطرق التي تربط المدينة بسائر الأقليم، ولم تعد هناك أي خدمات متوافرة بعد أن حاصر الماء كل شيء”.

وأضاف أن مهمة الحصول على الطعام أو بعض المستلزمات الأساسية أصبح صعبًا للغاية، في ظل غياب المواصلات باستثناء القوارب الصغيرة.

وأشار مواطن آخر إلى أن الانتقال بالقوارب “مكلف للغاية”، مشيرًا إلى أن الرحلة الواحدة تتكلف نحو 200 روبية باكستانية (0.91 دولار أمريكي)، وهو ما يزيد من صعوبة الحصول على الاحتياجات المختلفة.

ويتزاحم أهالي مدينة جوهي من أجل الحصول على بعض الغلال والأطعمة، في ظل النقص الشديد للموارد الأساسية الذي يعاني منه سكان المدينة.

وتعاني مناطق عدة في إقليم السند من محاصرة المياه لها، مما تسبب في إنقطاع السبل بالعديد من المواطنين.

وقال رئيس وزراء إقليم السند مراد علي شاه، خلال مؤتمر صحفي السبت، إن الإقليم شهد “أسوأ فيضانات وأكثرها تدميرًا منذ عام 2010”.

وأوضح أن 470 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم، وأصيب 1074 في إقليم السند فقط، بالإضافة إلى نفوق 45 ألف رأس من الماشية، وتلف نحو 3.17 ملايين فدان من الأراضي الزراعية المتضررة.

ولفت إلى نزوح أكثر من 15 مليون شخص بعد تضرر 3 ملايين منزل، مما يزيد من حجم المشكلة الإنسانية في باكستان.

وأفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في البلاد، السبت، بأن العدد الإجمالي للوفيات منذ 14 يونيو/حزيران الماضي، قد ارتفع إلى 1282 ثلثهم من الأطفال.

غرق ثلث باكستان جراء الفيضانات

وتحذر وكالات الإغاثة الإنسانية من أن مشاكل باكستان لم تنته بعد، لا سيّما أن البلاد تحتاج إلى مساعدات طويلة الأجل مع استمرار ارتفاع عدد الوفيات من جراء الفيضانات الكارثية.

ودعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف المجتمع الدولي إلى المساعدة قدر الإمكان لتجاوز الكارثة التي تسببت في أضرار تزيد على 10 مليارات دولار للبنية التحتية والمنازل والمزارع.

من جانبها، خصصت منظمة الصحة العالمية 10 ملايين دولار لعلاج الجرحى وإيصال الإمدادات إلى المرافق الصحية ومنع انتشار الأمراض المعدية.

وتعهد العديد من الدول بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة من بينها الصين والمملكة المتحدة.

والأسبوع الماضي، كشفت وزيرة شؤون المناخ في باكستان شيري رحمان أن “ثلث مساحة البلاد غرق بالكامل” في أعقاب الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد.

ووصفت الوزيرة الوضع بأنه “ذو أبعاد لا يمكن تصورها”.

وأوضحت أن كل شيء “تحوّل إلى محيط واحد”، حيث لا يوجد أرض جافة لسحب المياه إليها.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية