ناشط فرنسي: باريس لا تعتذر إلا للأقوياء وعلى البرلمان الجزائري تجريم الاستعمار (فيديو)

قال الناشط الحقوقي الفرنسي فرانسوا دوروش إن فرنسا لا يمكنها أن تعتذر إلا للأقوياء، في إشارة للتصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أكد من خلالها أنه لن يعتذر عن استعمار بلاده للجزائر.

وأضاف دوروش في لقاء مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، مساء الأربعاء، أن ماكرون تعرض لانتقادات شديدة اللهجة عقب تصريحات أدلى بها عام 2017 خلال الحملة الانتخابية أكد فيها ضرورة اعتذار فرنسا للجزائرعن الحقبة الاستعمارية.

وتابع دوروش أن طبيعة النظام الفرنسي لا تمنح لرئيس الجمهورية سلطة القرار في مثل هذه الملفات، ويظل الأمر بيد البرلمان الفرنسي، وتحت مراقبة البرلمان الأوربي.

وقال “ماكرون لا يمكنه اليوم أن يجاهر ويقول بضرورة اعتذار فرنسا للجزائر”، مضيفا أن أقصى ما قام به هو سماحه بفتح الأرشيف الفرنسي أمام الباحثين عن الحقيقة، وطلبه تقريرا خاصا عن هذا الملف الشائك من المؤرخ بنيامين ستورا”.

وكان ماكرون أكد إنه لن يطلب الصفح من الجزائريين عن فترة الاحتلال الفرنسي لبلادهم. وعبّر في مقابلة مطوّلة نشرتها أسبوعية لوبوان الفرنسية، عن أمله في أن يستقبل نظيره عبد المجيد تبّون في باريس هذا العام لمواصلة العمل معا على ملف الذاكرة والمصالحة بين البلدين، على حد وصفه.

وتعد مسألة اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر بين عامي 1830 و1962، في صميم العلاقات الثنائية والتوتّرات المتكرّرة بين البلدين.

وحول ما هو مطلوب من الحكومة الجزائرية لدفع فرنسا إلى الاعتذار، قال دوروش، إن الأمور تبدو بسيطة للغاية وتقتضي أمرين:

  • أن يعتمد البرلمان الجزائري قانونا لتجريم الاستعمار الفرنسي وتأثير هذا الاستعمار بما يؤكد وجود جريمة ضد الشعب الجزائري.
  • المطالبة بالتعويض عن فترة الاستعمار والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت خلالها في حق أبناء الجزائر.

واستدل الناشط الحقوقي الفرنسي بالتجربة الهولندية، عندما اعتذرت الحكومة لجميع شعوب أفريقيا عن فترة الاستعمار والعبودية، دون أن يضعف ذلك من موقفها ومكانتها السياسية والاقتصادية في أوربا.

واعتبر الحقوقي الفرنسي أن حوالي ألفي مواطن جزائري لا يزالون ضحايا الإخفاء القسري بين عامي (1960-1969) وأن فرنسا مسؤولة عن مصيرهم.

وخلص الناشط الحقوقي الفرنسي إلى القول إن هناك خلافات قوية بين فرنسا والجزائر خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ موضحا أنه  آن الأوان لكي يجلس الطرفان على مائدة المفاوضات لحل المشاكل العالقة على أن يبدأ الأمر أولا بالاعتذار لأنه سيساهم في حلحلة باقي القضايا الخلافية.

المصدر : الجزيرة مباشر