فريق بحثي يطور منظومة رصد مبكر لمخاطر ناقلات النفط في الخليج العربي

ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز
هدف هذه الدراسة كان البحث عن إيجاد حلول لحوادث ناقلات البترول (غيتي-أرشيف)

طوّر فريق بحثي تابع لجامعة حمد بن خليفة في قطر منظومة تساعد على تحديد ومراقبة أماكن الحوادث المحتملة لناقلات النفط في الخليج العربي.

وتساعد المنظومة التي طورتها الجامعة من خلال دراسة علمية أجرتها، بالتعاون مع جامعة (يو سي لوفن) البلجيكية، على حماية المنشآت الساحلية الحيوية لتحلية مياه البحر وتصدير الطاقة من مخاطر الحوادث الخاصة بناقلات البترول.

وقال الدكتور عصام حجي كبير علماء ومدير أبحاث برنامج علوم الأرض بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، والمشرف المشترك على الفريق العلمي للدراسة “إن الدراسة حددت الأماكن ذات المخاطر العالية على المنشآت الحيوية، التي يجب أن نراقب فيها عن كثب أي عوامل طبيعية أو بشرية قد تؤدي إلى حوادث ناقلات البترول”.

وتابع في حوار لوكالة الأنباء القطرية، أن ذلك قد يسهم في حماية البيئة البحرية من التلوث، ويمنع إعاقة المنشآت الحيوية لتصدير الغاز الطبيعي المسال ومرافق تحلية مياه البحر في البلاد.

الأولى من نوعها

وأضاف أن الدراسة نُشرت حديثًا في مجلة نيتشر للاستدامة العالمية، وهي أول دراسة قطرية وعن قطر تُنشر في هذه المجلة العلمية الرصينة، وهي الأولى من نوعها، حيث تستشرف أماكن وقوع الحوادث لمراقبتها، لوقاية المنطقة من المخاطر، من خلال تقنية معينة، تعمل على حدوث إنذار مبكر لانسكابات النفط.

حلول لحوادث ناقلات البترول

وخلصت الدراسة -وفق حجي- إلى وجود منطقتين استوجبتا المراقبة الدقيقة بالأقمار الصناعية الرادارية تقع في المياه الإقليمية شمالي قطر ومنطقة أخرى في جنوبها الشرقي، إلى جانب أماكن أخرى خارج المياه الإقليمية القطرية، ولكن بفعل الرياح والتيارات المائية يظهر تأثيرها على السواحل القطرية.

ونوّه بأن هدف هذه الدراسة كان البحث عن إيجاد حلول لحوادث ناقلات البترول التي تكررت كثيرًا في الأعوام القليلة الماضية، ويصعب احتواء هذه التسريبات في مياه الخليج لأنها غير عميقة وتشكل بحرًا مغلقًا، ولذلك يستمر التأثير البيئي للتسربات النفطية وقتًا أطول.

وتتوقع الدراسة مسار بقعة الزيت بناءً على ما تم تسجيله من حركة التيارات المائية وحركة الرياح.

وأضاف أن هذه الحوادث تؤثر على الثروة السمكية والتنوع البيئي أيضًا، فموت الطحالب والشعاب المرجانية يجعل السواحل معرّضة لخطر التآكل لأنها بمثابة حائط صد أول أمام نحر الأمواج للسواحل، فضلًا عن أن أغلب السفن العابرة ليست من المنطقة العربية، ويصعب محاسبتها إذا تسببت في مثل هذه المخاطر.

قمر صناعي علمي

وكشف حجي، وهو باحث في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أيضًا، عن وجود تعاون بين مؤسسة قطر وجامعة حمد بن خليفة ووكالة ناسا في مشروع دراسة قمر صناعي علمي، يهدف إلى فهم تغيّر مستوى سطح البحر في المناطق الصحراوية والجافة مثل شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، لدراسة آثار ارتفاع مستوى مياه المحيطات على البيئة الساحلية لهذه المناطق المهمة التي تضم مئات الملايين من السكان وأهم منشآت تصدير الطاقة في العالم.

وذلك من خلال فهم حركات ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، عن طريق استخدام تكنولوجيا الرادار لتصوير مدى سُمك الجليد في القطبين وتأثيرهما المتوقع على ارتفاع المحيطات في الـ100 عام المقبلة، إلى جانب دراسة توزيع المياه الجوفية في عمق أول 20 مترًا من سطح الأرض في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا.

المصدر : وكالة الأنباء القطرية