“من لا يملك الطعام ينام”.. الجزيرة مباشر تنقل مآسي نازحي سوريا وتحذيرات من كارثة مع تساقط الثلوج (فيديو)

وصف أحد النازحين في مخيم بريف إدلب شمالي سوريا الوضع بأنه صعب جدًّا، وقال إن سكان المخيم يطبخون على أكياس النايلون مما يتسبب في انبعاث روائح مضرة بصحة الأطفال والكبار.

وقال النازح المُسن لكاميرا برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر “نمشي حفاة والبرد قهرنا، الذي يملك بعض الأكل يطبخه ومن لا يملك ينام”، واشتكت عجوز في المخيم قلة التدفئة والغذاء.

لا يستطيع جميع مَن في المخيم شراء ربطة الخبز، ويحتاج معظم اللاجئين إلى وسائل تدفئة، إذ لا يجدون ما يُشعلون به مدافنهم، ونقلت كاميرا الجزيرة مباشر كيف يستعين اللاجئون بروث الحيوانات لإشعالها.

“البرد ذابِحنا”

وزار مراسل الجزيرة مباشر علاء الدين اليوسف خيمة أم عزو في مخيم بريف إدلب، التي لخصت الوضع المأساوي في بضع كلمات قالت فيها “الخيم تشرّ علينا ماء والبرد ذابحنا حفيانين وعريانين، ولا عود حطب أو فحم والجوع فينا”.

يعيش في خيمة أم عزو الممزقة 10 أفراد أغلبهم أطفال يعانون الجوع والبرد، وعند حلول المساء يتزاحمون مع جدتهم تحت البطانية نفسها بحثًا عن الدفء، في حين تتهاطل عليهم مياه المطر من الخيمة الممزقة.

تحكي المسنة المُقعدة لكاميرا الجزيرة مباشر كيف تركت العائلة ديارها وخرجت راكضة خوفًا من القصف، قبل أن تستدرك “لكننا الآن نتمنى الموت”.

تأمل العجوز أن تنتقل إلى بيت بسقف يحميها وعائلتها من البرد والمطر، وأن تحصل على مساعدات تسد بها رمق هؤلاء الأطفال.

تحذير من كارثة مع تساقط الثلوج

وقال مراسل الجزيرة مباشر إن الوضع يستمر كما هو عليه منذ سنوات، في حين تتزايد المخاوف مع إقبال كل منخفض جوي صعب وقاس مع أمطار غزيرة.

وتحذر بعض المنظمات الإغاثية والدفاع المدني من كارثة بشرية، مع توقع مديرية الأرصاد الجوية إقبال ريفي اللاذقية وإدلب على تساقطات ثلجية في الأسابيع القليلة المقبلة.

ولا يملك النازحون حيلة أمام هذه التحذيرات، إذ يعيشون تحت خيام ممزقة لم يتم تغييرها منذ سنوات، وسط أوضاع صعبة جعلت الكثير من العائلات لم تحصل على وسائل تدفئة إلى الآن.

وذكر مراسل الجزيرة مباشر لـ(المسائية) أن الظروف ستصبح أشد صعوبة، في حين تُعَد الاستجابة لاحتياجاتهم من قِبل المنظمات ضعيفة، وأرجع السبب في ذلك إلى وجود عدد كبير من المخيمات (يتجاوز 1600).

وأوضح اليوسف أنه لا يمكن القول إن الاستجابة منعدمة على الإطلاق، إنما طول المدة (12 شتاء) وكثرة الأعداد تجعل عمل بعض المنظمات لا يُرى.

وأشار إلى أنه في إدلب وريفها فقط 4 ملايين و500 ألف، وهي أعداد تحتاج إلى مساعدات دولية، لا أفراد ومنظمات فقط، في حين خفّض البرنامج الغذائي للأمم المتحدة السلة الغذائية للمرة العاشرة، وجاءت حرب أوكرانيا لتزيد الأمر سوءًا.

المصدر : الجزيرة مباشر