الرئيس السنغالي للجزيرة مباشر: موقفنا واضح تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وأدعو أطراف أزمة سد النهضة لاستلهام تجربتنا

قال الرئيس السنغالي ماكي سال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، إن عدم الاستقرار في الكثير من الدول الأفريقية راجع للتدخل الأجنبي، وتضارب المصالح بين دول الغرب في القارة السمراء.

وأضاف سال لبرنامج (مباشر مع) على الجزيرة مباشر، مساء الخميس، أن القارة الأفريقية شاسعة جدًا، وتعرف الكثير من النزاعات الحدودية والخلافات السياسية والاقتصادية، مشددًا على أن الدول الغربية لديها ماض استعماري في القارة، ولذلك تسمح لنفسها بالتدخل من أجل ضمان استمرار مصالحها.

وتابع سال أن الأزمة الليبية تمثل أبرز نموذج لتأثير التدخل الأجنبي في أفريقيا، واستطرد “قبل سنة 2013 كانت الحكومة الليبية، رغم عجزها الواضح في الكثير من الملفات، تسهم في وقف موجات الهجرة القادمة من دول الساحل والصحراء ومحاربة الجماعات المسلحة، لكن مع تضارب المصالح الإقليمية والأجنبية، تحولت البلاد إلى مسرح للتناحر وتم السماح بتهريب السلاح لمنطقة الساحل التي تحولت بدورها لوكر للعمليات الإرهابية”.

وأضاف سال أن حل الأزمة الليبية لن يتحقق إلا برفع يد الدول الأجنبية عن ليبيا، وترك الليبيين يتوصلون إلى الحل المنشود بأنفسهم، وقال إن الاتحاد الأفريقي يعمل يوميًا بمعية الفرقاء الليبيين، ويحثهم على الحوار للخروج من الأزمة.

وذكر رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي أن الأزمة السودانية هي الأخرى لا تخرج عن هذا المنظور، وأنها “مرتبطة بأزمة مؤسسات ودور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على السلم الاجتماعي”.

وقال “لكل بلد أفريقي خصوصياته المحددة، ولا يجب فرض الحلول من الخارج”، مضيفًا أن الاتحاد الأفريقي اختار احترام إرادة الشعب السوداني ومساعدة السودانيين على الخروج من الأزمة على أساس الحوار والتوافق الداخلي”.

وعن قضية سد النهضة والخلاف بين دول المنبع والمصب، أوضح ماكي سال “أن المشكلة سياسية وليست تقنية”، داعيًا إثيوبيا والسودان ومصر إلى الاستفادة من تجربة غينيا والسنغال وموريتانيا ومالي، ونجاح هذه الدول في اقتسام ثروات نهر السنغال الذي يصل طوله لنحو 1700 كيلومتر.

وقال “توصلت الدول الأربع لتشكيل لجنة فنية تشرف على مطالب كل دولة على حدة، وتقديم التراخيص اللازمة”، مشيرًا إلى أن الدول الأربع تستفيد من إنتاج الطاقة الكهربائية والمياه الزراعية بطرق قانونية مدروسة تراعي مصالح الشعوب.

وحول ما أثير من إمكانية منح إسرائيل عضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي، أوضح الرئيس السنغالي أن موقف بلاده من حقوق الشعب الفلسطيني معروف، ويقوم على حل الدولتين، وقال “هناك لجنة ثلاثية مكونة من رئيس الاتحاد السابق والحالي والمقبل، وهؤلاء هم من سيحسمون في هذا الطلب خلال اجتماع القمة المقبل”.

المصدر : الجزيرة مباشر