“عوّضني الله به”.. نازح سوري بلا معيل ترك عمله لخدمة زوجته المصابة بالسرطان (فيديو)

هُجّرت النازحة السورية (أم محمد) من منزلها بسبب الحرب، ثم اكتشفت بعدها أنها مصابة بالسرطان، أقعدها المرض وجعلها طريحة الفراش، ولم تجد غير زوج مخلص يشدّ عضدها.

زارت كاميرا الجزيرة مباشر منزل الزوجين في ريف إدلب المنفي وسط حقول الزيتون، ووقفت على الحالة المزرية التي يعيشانها.

تقول أم محمد من فراشها “أنا مريضة لكن الله عوضني بإنسان حنون طيب القلب”، وتحكي برضا كبير كيف أن زوجها “ترك عمله والدنيا وتفرّغ لمراعاتها”.

فضّل أبو محمد رعاية زوجته الطريحة على العمل حتى لم يعد الزوجان يجدان معيلًا لهما، وتقول أم محمد إنه “أنفق كل ماله ويعيش على الديون إلا أنه رفض العودة إلى العمل”.

وأردفت في حديثها للجزيرة مباشر “كثير تعبانة لكن الحمد لله على هذا الحال وكل حال”.

وبينما تحكي أم محمد عن حالها ينهمك الزوج في ترتيب علب الدواء الكثيرة وقد فرُغ أغلبها، ثم يخرج إلى باحة المنزل المكون من غرفة واحدة، يجمع بعض أوراق الزيتون ليوقد بها مدفأتهما الصغيرة.

“ما بحسن من دونها”

يقول الرجل “تركت عملي ولزمت البيت حتى أخدمها”، ويزيد بفخر “أقوم بكل الأشغال، أغسل الملابس والأواني، وأعتني بنظافتها وأغيّر ملابسها”.

يلخّص أبو محمد مأساته بكلمات راضية، ويقول “تهجّرنا من بيوتنا ثم مرضت زوجتي، وبعد الفحوصات والتحاليل علمنا أنها مصابة بالسرطان”.

لم تعد أم محمد تقوى على الحركة من فراشها، فأصبح الزوج يساعدها على كل شيء، يُطعمها ويسقيها، مما جعله ملزمًا بالبقاء إلى جانبها طوال الليل والنهار.

يستطرد النازح السوري للجزيرة مباشر “زاد دَيني ولم أستطع تسديده بسبب تركي للعمل، يطالبني الناس بأموالهم لكني لا أستطيع توفيرها”.

لا يتحرّج الرجل من خياره بل يعتز به ويراه واجبًا، ويقول “أعلم أنها كانت ستقدّم لي الشيء نفسه لو كنت قد أصبحت مقعدًا”.

وزاد معبّرا عن حبّه لها “لا يمكنني تركها، هي عِشرة عمري. ما بحسن من دونها”.

يحتاج الزوج إلى 150 ليرة تركية (8 دولارات) أجرة سيارة في كل مرة ينقلها فيها إلى المستشفى، وبسبب تحوّل الأراضي الزراعية إلى وحل عند التساقطات ترفض السيارات الدخول عند باب المنزل المنعزل.

يقول الزوج إنه يضطر مع هذا الوضع إلى نقل زوجته حتى الطريق الأسفلتي البعيد، وهو ما يزيد مهمته صعوبة.