عقب جلسة طارئة بشأن المسجد الأقصى.. أعضاء مجلس الأمن يشددون على الوضع القائم (فيديو)

عبّر أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم، وشددوا على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى في القدس، بعد أيام من زيارة وزير الأمن الإسرائيلي الجديد اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.

وبناء على طلب من الصين والإمارات، اجتمع مجلس الأمن بعد ظهر أمس الخميس للبحث في اقتحام الوزير المتطرف لباحة الحرم القدسي، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

وطالبت الدول العربية والإسلامية مجلس الأمن الدولي بأن يصدر، إدانة صريحة لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف يوم الثلاثاء الماضي باحات المسجد الأقصى.

ودعا رياض منصور، المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء وهي خطوة غير مرجحة بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تحمي إسرائيل عادة ويمكنها استخدام حق النقض (الفيتو) في المجلس.

وقال منصور أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا “ما هي الخطوط الحمراء التي يجب أن تتخطاها إسرائيل ليتصرف مجلس الأمن؟” متهما إسرائيل بأنها “تزدري الشعب الفلسطيني والعالم والمجتمع الدولي برمته”.

وقال خالد خياري، مسؤول الشؤون السياسية الكبير في الأمم المتحدة للمجلس إنها كانت أول زيارة لوزير إسرائيلي للموقع منذ عام 2017.

وأضاف أنه في حين لم تكن الزيارة مصحوبة أو متبوعة بالعنف، يعتبر الاقتحام “استفزازا قد ينبئ باشتعال أحداث عنف” بالنظر إلى مناداة بن غفير السابقة بتغيير الوضع القائم.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي خطوات يمكن أن تصعد التوتر في الأماكن المقدسة وحولها.

الالتزام بحل الدولتين

وقال روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة للمجلس إن بلاده ملتزمة بحل الدولتين للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وإنها “تشعر بالقلق إزاء أي أعمال أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات أو تقويض إمكانية حل الدولتين”.

وأضاف “نلاحظ أن البرنامج الحاكم الخاص برئيس الوزراء نتنياهو يدعو إلى الحفاظ على الوضع القائم فيما يتعلق بالأماكن المقدسة. ونتوقع أن تفي حكومة إسرائيل بهذا الالتزام”.

مواجهة حادّة

وشهدت الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن، لبحث تداعيات زيارة الوزير المتطرف لباحة المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة مواجهة حامية بين السفير الفلسطيني الذي اعتبر ما حصل “تجاوزاً للخط الأحمر” ونظيره الإسرائيلي الذي اعتبر عقد جلسة لمجلس الأمن “عبثية”.

ورأى السفير الإسرائيلي جلعاد إردان أنه “ليس هناك أيّ سبب على الإطلاق” لعقد هذه الجلسة الطارئة اليوم وقال “لا شيء، إنّ عقد جلسة لمجلس الأمن حول لا شيء هو أمر عبثيّ حقاً”.

وردّ المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتّحدة السفير رياض منصور بشنّ هجوم عنيف على السفير الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية الجديدة التي وصفها ب”الاستعمارية والعنصرية”.

مندوب فلسطين يرد على السفير الإسرائيلي(رويترز)

المسجد الأقصى

ويسمح الوضع القائم الممتد منذ عقود للمسلمين فقط بالصلاة في الحرم، وفي الوضع الراهن، يمكن لغير المسلمين زيارة باحة الأقصى في أوقات محدّدة ولكن لا يمكنهم الصلاة فيها.

ومع ذلك زادت في السنوات الأخيرة أعداد الزوّار من اليهود المتطرفين الذين يصلّون في كثير من الأحيان خلسة في المكان، في خطوة يعتبرها الفلسطينيون والكثير من دول الشرق الأوسط استفزازاً.

وكان البيت الأبيض قد حذّر يوم الثلاثاء عقب زيارة الوزير المتطرف، إسرائيل من أنّ أيّ عمل أحادي في المواقع المقدّسة بالقدس الشرقية هو “غير مقبول”.

وأمس الخميس قال الدبلوماسي الأمريكي في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّ الولايات المتّحدة “تحضّ كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين على اتّخاذ الخطوات اللازمة لاستعادة الهدوء، ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، والحفاظ على إمكانية حلّ الدولتين”.

ورحّب السفير الفلسطيني منصور بإجماع أعضاء مجلس الأمن، للدفاع عن الوضع القائم” مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّه لم يكن يعوّل على أيّ إجراء ملموس من جانب الأمم المتّحدة ضدّ إسرائيل.

المصدر : وكالات