أصابهم الرصاص ويدرسون على خط التماس.. معلم يمني في عيده: رواتبنا المتأخرة لا تكفينا لشراء كيس طحين (فيديو)

في قاعات دراسية هُدم نصفها جراء القذائف والرصاص، يُلقي المعلمون في مدينة تعز اليمنية الدروس على الطلاب في فصول مكتظة بسبب قلة المدارس والمدرسين.

وزارت كاميرا الجزيرة مباشر مدرسة عمر بن عبد العزيز شرق تعز في اليوم العالمي للمعلم، الذي يصادف 5 أكتوبر/تشرين الأول من كل سنة، لتقف على الظروف السيئة التي يشتغلون فيها.

وقال المعلم حسن ثابت إن المعلمين في اليمن يعيشون ظروفا صعبة، بسبب تأخر صرف رواتبهم التي لا تتجاوز 80 دولارًا، وهو مبلغ لا يكفي لشراء كيس طحين، وفق المتحدث.

وأفصح معلم مادة الرياضيات عن معاناته بألم عميق، وهو يقول إن المعلمين في اليمن يعيشون وضعا مختلفا عن زملائهم في باقي دول العالم.

ووصَف المعاناة الإنسانية قائلا إن مزاولة هذه المهنة لم تعد تضمن عيشة كريمة في اليمن، حيث لا يتمكن المعلم من إطعام أسرته، موضحا أن رواتبهم لم تعرف أي زيادة منذ سنة 2011، عندما بدأت الحرب.

وقال المعلم إنه أصيب برصاصة من قبل أثناء عمله، ومكث 4 سنوات على فراش المرض، تلقى خلالها العلاج على حسابه الخاص دون مساعدة من الوزارة ولا أي منظمة. وأكد حسن ثابت إصابة عدد من المعلمين جراء القصف، وفقدان كثيرين منهم لحياتهم.

وقالت المعلمة شريفة اليوسفي لكاميرا الجزيرة مباشر، إن المعلمين والطلاب يحضرون إلى المدرسة رغم أنهم في “خط النار” إذ ما زالت تعز تتعرض لقصف مستمر، موضحة أن المبنى الذي يقيمون فيه المدرسة هو مبنى بديل، لكون المدرسة في مكان القصف.

وتمنى المعلمون أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب، معتبرين أن مهنتهم أصبحت تطوعية، كما أنهم يخاطرون بحياتهم عند القدوم إلى المدارس. ولخص أحدهم الوضع قائلا “المعلم في اليمن منكوب”.

وشكَر الطلاب معلميهم الذين يخاطرون بأنفسهم لتدريسهم، رغم أن ذلك لا يعود عليهم ولا على أسرهم بنفع كبير ورغم ظروف الحرب.

واشتكى طالب للجزيرة مباشر من وضع المبنى المهدم، وقال إنهم يعانون في فصل الشتاء من البرد الشديد، ولا يستطيعون الجلوس في القاعات الدراسية، وإن المدرسة الجديدة بعيدة عنهم.

وبعد 8 سنوات من النزاع على السلطة بين الحكومة والحوثيين، تواجه أفقر دول شبه الجزيرة العربية أكبر أزمة إنسانية في العالم، وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنّ الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن.

ومنذ نحو 8 سنوات، يحتاج أكثر من 23.4 مليون شخص (من السكان البالغ عددهم 30 مليونا)، بينهم 12.9 مليون طفل، إلى مساعدة إنسانية وحماية.

ويعاني ما يقدر بنحو 2.2 مليون طفل في اليمن سوء التغذية، نحو 540 ألفا منهم دون سن الخامسة وهم يعانون سوء التغذية الحادّ.

كما يفتقر أكثر من 17.8 مليون شخص، بما في ذلك 9.2 ملايين طفل، إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة.

وتحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 484.4 مليون دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن عام 2023، وفقا للتقرير.

المصدر : الجزيرة مباشر