“خبأته أمه داخل قِدر”.. تونسي نجا من صبرا وشاتيلا واكتشف بالمصادفة أنه ابن غزة (شاهد)

الطفل البالغ من العمر آنذاك 3 أشهر، تبنّته عائلة تونسية في مدينة سوسة الساحلية وربّته ولم تخبره يومًا عن حقيقته وقصته

لم يكبر فيها ولم تتح له فرصة زيارتها لكنه اليوم متشوق لها ويتابع أخبارها من التلفاز بكل ألم، أيمن بن هادية شاب تونسي اكتشف بالمصادفة أنه فلسطيني الأصل، شاءت الأقدار أن يكبر بعيدًا عن بلده بعد استشهاد والديه في مجزرة صبرا وشتيلا.

مولود صبرا وشاتيلا

الفلسطيني أيمن الديراوي أو التونسي أيمن بن هادية، هو الناجي الوحيد من عائلته من مجزرة صبرا وشاتيلا، في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، خبّأته أمه داخل قِدر واضعة معه وثائق ثبوتيته بعد أن اقتحمت القوات اللبنانية مدعومة بالقوات الإسرائيلية المخيم، لترتكب أبشع مجزرة في العصر الحديث في 16 سبتمبر/أيلول 1982.

الطفل البالغ من العمر آنذاك 3 أشهر، تبنّته عائلة تونسية في مدينة سوسة الساحلية وربّته ولم تخبره يومًا عن حقيقته وقصته.

دوامة البحث عن الحقيقة

يروي أيمن للجزيرة مباشر قائلًا “شاءت الأقدار أن تتوفى والدتي أستاذة الفرنسية سميرة عبد السلام سنة 2004″، مؤكدًا أن مفاجأة غيرت مجرى حياته بالكامل، عندما قرر البحث في خزانة والدته للتبرع بملابسها، ليعثر بين طيات خزانتها على صندوق يحوي أوراقا رسمية لأيمن الديراوي، أما العنوان فهو “منظمة التحرير الفلسطينية”.

ويضيف أيمن “لن أنسى ذلك اليوم، كانت صدمة حياتي”، ليذهب إلى والده ويسأله عن ملكية هذه الأوراق الثبوتية ومن هو أيمن الديراوي؛ ليخبره والده قصته الجديدة مع اليتم والتبني وجنسيته الجديدة.

ويشير الديراوي “دخلت في دوّامة البحث ولا زلت فيها أنا أريد أن ألتقي عائلتي وأعود إلى جذوري أريد أن أبحث عن والدتي فحتى الآن لا أعرف إن كانت فلسطينية أم سورية أم لبنانية، والدتي التي أرادتني أن أبقى على قيد الحياة “.

في عام 2016 بدأ أيمن بن هادية البحث عن عائلته الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، بعدما اكتشف حقيقة أصوله الفلسطينية بالصدفة، وزار المقبرة الجماعية لشهداء المجزرة الأبشع في التاريخ الحديث، ويصف الديراوي باكيا شعوره عند زيارته المقبرة الجماعية لشهداء صبرا وشتيلا قائلًا “عشت شعور غريب ومشاعر غريبة”.

رائحة غزة

يعيش أيمن أيامًا صعبة في ظل الحرب على غزة وطنه الجديد؛ خوفًا على سلامة ما تبقى له من رائحة والديه في غزة، مؤكدًا “ما أخشاه اليوم هو أن أخسر آخر خيط يمكنه أن يوصلني لجذور عائلتي”.

وعبّر أيمن عن حزنه الشديد عند استقباله نبأ استشهاد عمته وزوجها، فلم يترك له قصف الاحتلال المستمر لغزة الفرصة للتعرف على عمته الشهيدة ومعانقتها عله يجد فيها ما يصبره على فقدان والديه.

ويحاول أيمن التواصل مع من تبقى من عائلته في غزة عبر وسائل التواصل المتاحة، في محاولة منه للسيطرة على حنينه لرؤية عائلته أو من سيتبقى منها بعد انتهاء الحرب.

وينتظر أيمن انتهاء الحرب حتى يزور موطنه الأصلي غزة، خاصة أنه تحصل على الجنسية الفلسطينية وجواز سفرها.

المصدر : الجزيرة مباشر