الرحى الحجرية.. حرب غزة تحيي اختراع الأجداد لسد رمق الأحفاد (فيديو)

يتشبثون بالحياة رغم تعسّر السُبل إليها، بحركات دائرية متتالية تعكس الصبر والحاجة، يقضي الأب الفلسطيني محمد سلام ساعات طويلة أمام الرحى الحجرية طمعًا في كسرة خبز تسد رمق أطفاله.

سلام ينشد أدنى مقومات الحياة مع تعسر السبل إلى رغدها، إذ يقضي الأخير ساعات أمام الأداة الحجرية التي استعملها الأجداد منذ القدم لجرش القمح والعدس والشعير وطحنه، أو ما يعرف بالرحى التقليدية، وهي مكونة من طبقتين دائريتين من حجر البازلت الأسود “الصوان” المعروف بخشونة ملمسه.

ويقول محمد للجزيرة مباشر، إنه عاد لاستخدام الرحى التي ورثها عن أجداده ويتجاوز عمرها 100 عام، بسبب الحاجة الماسة لتوفير رغيف خبز، معلقًا “الحين أنا من الساعة 7 إلى 10 تقريبًا بسوي بس 5 أرغفة، بس شغلة متعبة”.

ويضيف الأب الفلسطيني أن الحرب اضطرته للعودة إلى 100 سنة في إشارة إلى عمر الرحى، واصفًا الوضع بـ”الكارثي” في ظل شح الدقيق والخبز، وفقدان أغلب العائلات لمساكن تؤويهم.

وعن فكرة العودة لطحن القمح بهذه الطريقة التي ولّى زمنها، أوضح محمد سلام أن ذلك يعود لارتفاع سعر كيس الدقيق الذي “تجاوز 100 دولار”، فضلًا عن صعوبة توافره.

وناشد العالم التدخل لوقف ما وصفها بالحرب “الكارثية والمأسوية التي أتت على كل شيء”، على حد قوله.

وناشد الدول العربية والأوروبية لضرورة النظر بعين الرحمة للفلسطينيين في ظل معاناتهم المتفاقمة جراء استمرار العدوان، وعدم توافر المياه والكهرباء والوقود والغاز وشح الغذاء.

المصدر : الجزيرة مباشر