معهد واشنطن: تدهور الاقتصاد المصري يعزز نفوذ أمريكا عبر المساعدات.. ومحللون يعلقون (فيديو)

قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن التدهور السريع في الوقت الحالي للاقتصاد المصري، يوفّر فرصة للولايات المتحدة لتقديم المساعدات وتعزيز نفوذها.

وأوضح في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا أنه “في ظل المهمة الشاقة المتمثلة باحتواء المعارضة الشعبية وتنفيذ الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي من دون إثارة حفيظة قاعدته العسكرية، قد يكون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر استعدادًا لتغيير مواقفه الجدلية من حيث حقوق الإنسان والسياسة الخارجية”.

ونُشرت الورقة بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمصر، حيث التقى السيسي قبل يومين، وبحث معه قضايا عدة أبرزها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. كما التقى نظيره المصري سامح شكري الذي شدد على أن الأزمة التي تواجهها القاهرة تحتاج إلى تدخّل واشنطن لرفع الضغوط. واجتمع بلينكن كذلك مع ناشطين لبحث وضع حقوق الإنسان في مصر.

نفوذ الولايات المتحدة

ويرى كاتب الورقة (بين فيشمان) أنه يجب على واشنطن في المرحلة المقبلة وضع استراتيجية أكثر شمولية تجاه مصر تشمل تقديم مساعدات اقتصادية أكبر، وتسهيل الاستثمار والاستفادة من نفوذ الولايات المتحدة على صندوق النقد الدولي.

وفي المقابل، يجب على القاهرة أن تتقبل إحداث تغيير كبير في سياساتها بشأن روسيا والصين وحقوق الإنسان وليبيا، وفقًا للكاتب.

وشدد على ضرورة البحث في كيفية قيام الولايات المتحدة بتسهيل الاستثمار في البلاد عندما يتحسن وضع الحريات المدنية فيها بشكل ملموس.

اشتباك إيجابي

من جهته، علّق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير فوزي العشماوي على التقرير الأمريكي، وقال إن الظروف الدولية والاقتصادية والسياسية الحالية وديناميكية العلاقة بين القاهرة وواشنطن جعلت هناك اشتباكًا إيجابيًّا بين البلدين، مشيرًا إلى أنه يرفض كلمة “ضغوط”.

وقال لبرنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر “مصر تحتاج إلى الولايات المتحدة حيث إن الأخيرة تستطيع أن تمارس تأثيرًا على الشركاء، ويمكنها منح الاقتصاد المصري دفعة كبرى”.

ولفت إلى أن “الاقتصاد المصري كان على رأس المباحثات بين المسؤولين”، وقال إن الولايات المتحدة تسعى إلى وجود تفاعل مصري في القضايا الدولية.

علاقة غير متكافئة

بدوره، رفض أستاذ العلوم السياسية عصام عبد الشافي مصطلح “الاشتباك الإيجابي” الذي ذكره الدبلوماسي العشماوي، وقال إنه يرتبط بأن تكون العلاقة فيها درجة من التوازن والندية، وهذا غير متوفر في العلاقة بين مصر والولايات المتحدة.

وأضاف “مصر تعاني أزمات استراتيجية كبرى وعدم الاستقرار السياسي ووجود أزمات مجتمعية في ظل الانهيار الاقتصادي، وكل هذا يفرض ضغوطًا على القاهرة في إدارة خارجية مستقلة”.

وشدد على أهمية التقرير “أولًا لأهمية كاتبه بين فيشمان، لأنه كان مديرًا سابقًا لشؤون شمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، والأمر الثاني أهمية معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الذي يُعَد من أهم مؤسسات صنع القرار الداعمة للخارجية الأمريكية، ويقدّم الكثير من التوصيات والكثير من الأوراق والشهادات والإفادت الرسمية فضلًا عن تحليلات للكونغرس”.

المصدر : الجزيرة مباشر