الطفلة ريماس تراقب المصباح.. الجزيرة مباشر في بيت سوري آوى عائلة شردها الزلزال (فيديو)

ظهر الكثير من القصص الإنسانية بعد وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شهر فبراير/ شباط الجاري، ومن بين هذه القصص قيام عائلات كثيرة لم تتهدم منازلها أو تتضرر بشدة، باستضافة أسر أخرى في بيوتها.

الجزيرة مباشر زارت أسرة سورية تعيش في مدينة غازي عنتاب، استضافت أسرة سورية أخرى تهدم بيتها جراء الزلزال.

يقول “أبو جمعة” رب الأسرة “بيتنا لم يتأثر كثيرًا ولكن بيوت جيراننا تهدمت ونحن كعرب ومسلمين و(لأداء) واجب إنساني، نستضيف من حولنا ونساعدهم قدر الإمكان”.

وعن لحظات وقوع الزلزال قال “كنا نترك البيت عند حدوثه ونعود مرة أخرى، ذعر كامل خفنا خوفًا شديدًا كأنه يوم القيامة، كنا مستيقظين جرينا للخارج فوجئنا بأن الوضع أسوأ بكثير من كثرة الغبار الناتج عن تهدم البيوت، وأصبحت كثير من الشوارع مغلقة بسبب البيوت المهدمة أو الآيلة للسقوط ولا تستطيع السيارات المرور فيها”.

تضامن

وأضاف “أصبح هناك نوع من التضامن بيننا وأصبحنا يشعر بعضنا ببعض والناس قرب بعضها من بعض وازدادت أواصر القربى، وزاد التواصل حتى مع الأتراك”.

وعن وجود أكثر من أسرة في البيت الواحد بعد الزلزال قال “من تهدم بيته أين يذهب؟ إن كان لديك بيت ستستقبله حتى يأتي الله بالفرج”.

ريماس طفلة مستضافة في بيت أبي جمعة تقول “كنت نائمة حاولوا إيقاظي بصعوبة، سقط حجر على قدمي خرجت مسرعة سقط حجر آخر على رأسي فقدت الوعي، وعندما استيقظت وجدت نفسي بالمستشفى، تم وضع قدمي بالجبس وقضيت فيه 15 يومًا”.

“أنظر إلى المصباح”

وعن مشاعرها بعد الزلزال قالت ريماس “أشعر بالخوف وأنام وأنا أنظر إلى مصباح الضوء لأرى إن كان يهتز أم لا؟”.

من جانبها تقول شقيقة ريماس “كنت نائمة وعندما حدث الزلزال لم أشعر إلا وأنا في الشارع ولم أكن أستوعب أنه زلزال، وكان هناك الكثير من الغبار والبيوت تتهدم”.

وعن لحظة وقوع الزلزال قالت أم ريماس “كارثة، لم أكن نائمة صارت الهزة وأيقظت الأولاد وخرجت بهم إلى الشارع، وحينما خرج أبوهم ومعه ابننا الصغير البالغ من العمر شهرين، سقط الحائط عليه ولكن لم يصب”.

أكثر من يغادرون المستشفى “موتى”

وتابعت “عندما خرجنا لم نجد ريماس، عدنا مرة أخرى إلى البيت وجدناها فاقدة الوعي وحجر كبير فوق رأسها وجسمها بالكامل مطمور تحت الحجر فذهبنا بها إلى المستشفى”.

وأضافت “كان أكثر من يخرجون من المستشفى موتى وكانت في حالة خطرة كسر بالقدم وشرخ بالجمجمة ونزيف بالدماغ ودخلت العناية المركزة في إحدى المشافي التي تضررت نتيجة الزلزال الذي حدث في اليوم الثاني، فتم نقلها إلى مشفى آخر وظلت غائبة عن الوعي 13 يومًا”.

وعن الخيارات المتاحة أمام الناس بعد تهدم بيوتهم أو تضررها قال أبوجمعة “من يذهبون إلى ولايات أخرى ذهبوا لوجود أقرباء لهم أو حالتهم المادية جيدة، الإيجارات أصبحت مرتفعة جدًّا بعد الزلزال، خاصة هنا في عنتاب”.

المصدر : الجزيرة مباشر