هآرتس تنقل شهادات لجنود الاحتلال عن “الليلة السوداء” في حوارة

نقلت صحفية هآرتس الإسرائيلية جوانب مختلفة من ردود فعل جنود الاحتياط والضباط الإسرائيليين حيال مواجهات بلدة حوارة الفلسطينية والتي وصفتها الصحيفة بـ”الليلة السوداء”.

وفي 26 فبراير/شباط الماضي، شهدت بلدة حوارة هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون إسرائيليون، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين بإطلاق نار قرب البلدة.

ووثّق الصحفي ينيف كوفوفيتش شهادات عدد من جنود الاحتلال والضباط المشاركين في تلك الليلة التي عاناها أهالي حوارة، بسبب الهجمة الشرسة التي شنها المستوطنون وأدت إلى استشهاد المواطن سامح حمد لله محمود أقطش (37 عاما)، وإصابة أكثر من 100 آخرين.

ومما جاء في شهادة أحد جنود الاحتياط بجيش الاحتلال للصحيفة قوله “ما حدث في تلك الليلة لي ولأصدقائي أمر سيبقى معنا طوال حياتنا”.

وأضاف “كان هناك مستوطنون، وكان القتل يشع من عيونهم. مؤلمة هي حقيقة أن السكان الفلسطينيين تُركوا لمصيرهم. والآن أقف هنا، ولا يمكنني النظر إليهم من شدة الخجل”.

وتابع “القيادة أخطأت في تحديد حجم القوات المطلوبة للسيطرة على الوضع، إضافة إلى عدم اتخاذ أي خطوات انضباطية ضد المستوطنين المشاركين في أعمال العنف بحوارة”.

وقال ضابط كان حاضرا لحظة اندلاع الهجوم على حوارة “علمت القوات على الأرض أن هناك مستوطنين جاؤوا لكنهم لم يستطيعوا تقدير العدد وما الذي يفعلونه، لأنهم كانوا متفرقين. وعندما حل الظلام، كان يمكن رؤية اللهب والدخان، وبدأت الأنباء تصل عن عائلات كاملة عالقة في البيوت”.

وقال ضابط آخر “هذا أمر لا يمكن استيعابه، والمسؤولون لا توجد لديهم أي فكرة عما حدث هنا”.
وحسب أقوال هذا الضابط، فإنه عندما حاول هو وجنوده إبعاد المستوطنين عن المكان، فإن الآخرين هاجموا الجنود بعنف.

وقبل أيام، أصيب 4 فلسطينيين بينهم طفلة خلال هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون على منازل فلسطينيين في بلدة حوارة جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد مواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين والمستوطنين بحماية قوات الجيش الإسرائيلي.