أستراليا تلقي القبض على جندي سابق لاتهامه بجرائم حرب في أفغانستان

الجندي الأسترالي أوليفر شولتز، مُنح وسام غالانتري لخدمته في أفغانستان (صحف أسترالية)

قالت السلطات الأسترالية، اليوم الاثنين، إنها ألقت القبض على جندي سابق لاتهامه بقتل مدني أفغاني أثناء وجوده هناك ضمن قوة دفاع أسترالية.

وقالت الشرطة الاتحادية الأسترالية في بيان إن أوليفر شولتز (41 عاما) من المتوقع أن يُحاكم أمام محكمة أسترالية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، التي تصل عقوبتها القصوى إلى السجن مدى الحياة.

وتوصل تحقيق استمر أربع سنوات عام 2020 إلى أن قوات أسترالية خاصة قتلت 39 سجينا ومدنيا غير مسلحين في أفغانستان، وأفاد تقرير بأن عددا من كبار جنود القوات الخاصة أجبروا جنودا جُددًا على قتل أسرى عُزَّل من أجل تدريبهم على القتال.

ودفعت شائعات عن ارتكاب القوات الخاصة الأسترالية جرائم حرب في أفغانستان إلى بدء تحقيق واسع النطاق بإشراف المفتش العام لقوات الدفاع الأسترالية، وبحث التحقيق عشرات الوقائع مخترقا حجب السرية التي تلفّ عمل القوات الخاصة.

وتناول التقرير سلوك أفراد القوات الخاصة في أفغانستان بين عامي 2005 و2016، وتضمّن نتائج التحقيقات التي قام بها القاضي بول بريريتون الذي استجوب 400 شاهد وراجع آلاف الوثائق.

وبالإضافة إلى وصف عمليات الإعدام، ورد في التقرير أن الجنود الأستراليين وضعوا أسلحة وأجهزة اتصال إلى جانب جثث الأسرى، للإيهام بأنهم مقاتلون لقوا مصرعهم في العمليات.

وبناءً على التوصيات الواردة في التقرير، أحيل 19 من الجنود السابقين والحاليين في الجيش الأسترالي إلى جهة تحقيق خاصة لتحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية للمقاضاة.

بدورها، أشادت منظمة العفو الدولية بهذه الإجراءات معتبرة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو مناهضة الإفلات من العقاب.

وكانت أستراليا جزءا من القوة الدولية التي قادها حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي دربت قوات الأمن الأفغانية وحاربت طالبان نحو 20 عاما.

وخدم أكثر من 39 ألف جندي أسترالي في أفغانستان، قُتل 41 منهم.

وشكلت هذه الأحداث ضربة قوية للجيش الذي يتمتع بشعبية كبيرة في أستراليا، وأسهمت مشاركته في معارك بالخارج في تشكيل هوية القارة الجزيرة بوصفها كيانًا منفصلًا عن “القوة الاستعمارية البريطانية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز + منظمة العفو الدولية