زيارة الرئيس الصيني لموسكو.. تدشين “حقبة جديدة” وحرب أوكرانيا أبرز الملفات (فيديو)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أنه أجرى محادثات “مهمة جدا وصريحة” مع نظيره الصيني شي جين بينغ الذي عبّر عن رغبته في تعزيز التنسيق بين البلدين.

وفي اليوم الثاني لزيارة الرئيس الصيني لموسكو، قال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي “حصل تبادل مهم جدا وصريح لوجهات النظر بشأن آفاق تطوير العلاقات الروسية-الصينية”.

وفي الشق الاقتصادي من المحادثات، أكد الرئيس الروسي لنظيره الصيني أن “قطاع الأعمال الروسي قادر على تلبية الطلب الصيني المتزايد على الطاقة”.

من جهته، أعلن الرئيس الصيني أنه يريد “تعزيز التنسيق والتعاون مع روسيا”.

وفي وقت سابق، أكد شي أن بيجين ستواصل إعطاء الأولوية للعلاقات “الاستراتيجية” مع روسيا، واصفا البلدين بأنهما “قوتان كبريان”.

وأعلن شي أنه دعا نظيره الروسي إلى زيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توترا مع الغرب، رغم مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين.

ودعت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، المحكمة الجنائية إلى تفادي “التسييس” واحترام حصانة رؤساء الدول.

“صديقي العزيز”

وكان بوتين وشي قد عقدا جلسة، الاثنين، في أول لقاء غير رسمي بينهما في الكرملين. وخلال هذا اللقاء الأول، أبدى بوتين استعداده لبحث مبادرة بيجين الهادفة إلى وقف النزاع في أوكرانيا.

وقال بوتين متوجها إلى شي بوصفه “صديقي العزيز” في بداية اللقاء “أعرف أن لديكم موقفا عادلا ومتوازنا في المسائل الدولية الأكثر إلحاحا”.

وأضاف أنه يدرس المبادرة التي طرحتها بيجين من أجل السلام في أوكرانيا، مؤكدا أن روسيا والصين لديهما “الكثير من الأهداف” المشتركة.

من جهته، أكد شي خلال اللقاء أن بلاده “ستواصل ممارسة دور بناء” بحثا عن تسوية سياسية للحرب في أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة (الصين الجديدة) للأنباء.

وتطرح الصين نفسها في موقع الوسيط في أوكرانيا، وأصدرت في فبراير/شباط وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى “وقف الأعمال العدائية” واحترام وحدة أراضي جميع الدول وسلامتها، وتحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.

وأشاد شي -من جانبه- ببوتين، وتوقع أن يعيد الروس انتخابه العام المقبل.

وقال “بفضل قيادتكم القوية، أحرزت روسيا تقدما كبيرا في تحقيق ازدهار البلاد في السنوات الماضية”.

حقبة جديدة

وذكر بوتين أن المحادثات مع نظيره الصيني كانت “ناجحة وبناءة”، وأنه يأمل أن يظل على اتصال مستمر مع شي في المستقبل، مشيرا إلى أن الصين وروسيا وقّعتا اتفاقات بشأن التعاون الاستراتيجي، وأن إمدادات الطاقة الروسية إلى الصين ستزيد.

وقال بوتين للزعيم الصيني إن موسكو مستعدة لمساعدة الشركات الصينية على أن تحل محل الشركات الغربية التي غادرت روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا.

وأضاف بوتين أن الزعيمين ناقشا مقترح خط أنابيب (باور أوف سيبيريا 2) الذي سينقل الغاز الروسي إلى الصين.

وسينقل خط الأنابيب المقترح 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من روسيا إلى الصين عبر منغوليا. وطرحت موسكو الفكرة منذ سنوات، لكنها اكتسبت زخما مع لجوء روسيا إلى الصين لتحل محل أوربا كعميل رئيسي للغاز.

وتزود شركة غازبروم الروسية بالفعل الصين بالغاز عبر خط أنابيب (باور أوف سيبيريا) الذي يمتد نحو 3 آلاف كيلومتر، بموجب صفقة مدتها 30 عاما بقيمة 400 مليار دولار تم تدشينها في نهاية عام 2019.

وقال بوتين، الثلاثاء، إن روسيا سترسل إلى الصين ما لا يقل عن 98 مليار متر مكعب من الغاز بحلول عام 2030.

من جهته، أكد الرئيس الصيني أنه وقّع مع نظيره الروسي اتفاقا يهدف إلى إدخال العلاقات بين بلديهما “حقبة جديدة” من التعاون.

وقال شي في حضور بوتين إثر محادثات في الكرملين “وقّعنا إعلانا بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية وعلاقات ثنائية تدخل حقبة جديدة”.

واشنطن تندد

ونددت واشنطن بزيارة شي، قائلة إن التوقيت يُظهر أن بيجين توفر لموسكو “غطاء دبلوماسيا” لارتكاب المزيد من الجرائم.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن على شي أن يستخدم نفوذه للضغط على بوتين لسحب القوات من أوكرانيا، وإن واشنطن يساورها القلق من أن تطالب بيجين بدلا من ذلك بوقف لإطلاق النار يسمح للقوات الروسية بالبقاء.

وأضاف كيربي أن روسيا والصين “ليس لديهما شبكة الأصدقاء والشركاء نفسها” في أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة، ولهذا السبب تعملان على توطيد علاقتهما الآن.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، قالت واشنطن إنها تخشى أيضا من أن تسلح الصين روسيا، وهو ما نفته بيجين. وذكر كيربي أن الولايات المتحدة تعتقد أن ذلك لا يزال مطروحا على الطاولة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن تسليح الصين لروسيا يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، لكنه يعتقد أن بيجين تدرك هذا الخطر.

المصدر : وكالات