ميدل إيست آي: الأزمة السياسية في إسرائيل قد تؤجج نيران الحرب الأهلية

إسرائيل تواجه حالة من الاحتقان السياسي غير المسبوق (الأوربية)

قال موقع ميدل إيست آي إن مصطلح الحرب الأهلية يكاد يكون الأكثر شيوعًا في الخطاب الإسرائيلي اليوم، وإن خبراء داخل إسرائيل يحذّرون من احتمال أن يقود الصراع الداخلي العنيف إلى حرب أهلية مفتوحة.

وأضاف الموقع أن التداول غير المسبوق للمصطلح يولّد قلقًا كبيرًا لم يشهده الإسرائيليون من قبل، وأن الأمر أصبح أكثر خطورة عندما استبدل البعض مصطلح “الحرب الأهلية” بـ”حرب الإخوة” في بلد يقوم على نزعة دينية يهودية خالصة أساسا للتضامن المجتمعي.

وأوضح الموقع أنه بالنسبة لغالبية الإسرائيليين “ذهب الشعور الأخوي وتم استبداله علانية بالكراهية والازدراء والرعب الواضح، وأن إسرائيل مقبلة على حرب أهلية بين اليهود الشرقيين ضد اليهود الأشكناز (اليهود من أصل غربي) واليسار ضد اليمين والأغنياء ضد الفقراء والمتدينين ضد العلمانيين”.

وعلى مدى أكثر من شهرين، شارك مئات الآلاف من الإسرائيليين في احتجاجات وإضرابات واسعة ضد تغييرات جوهرية ترغب حكومة بنيامين نتنياهو في تنفيذها داخل القضاء، في حين أكدت قوى المعارضة أنها تشكل “انقلابًا” على النظام القضائي في البلاد.

متظاهرون يواجهون الشرطة الإسرائيلية في مظاهرة في تل أبيب في 1 مارس 2023 (رويترز)

وذكر ميدل إيست آي أن هذه الخطة التي دفعت بها الحكومة اليمينية المتطرفة، ستؤدي لا محالة إلى تآكل الضوابط الدينية والتوازنات السياسية والدفع بالبلاد للانزلاق أكثر نحو الاستبداد.

وأضافت أنه طالما أن الاحتجاجات لم تُردع الحكومة، ومؤشرات الاستياء في ازدياد متواصل، فإن السياسيين وحتى بعض رجال الدولة بمن فيهم رئيس المخابرات السابق يوفال ديسكين دقوا ناقوس الخطر باحتمالية قوع حرب أهلية.

وكان يوفال ديسكين قد كتب في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مقالًا في صحيفة يديعوت أحرونوت بعنوان “على شفا حرب أهلية”، تنبأ فيه بما سيأتي، مستندًا في تحليله إلى تفكك التماسك الاجتماعي الداخلي الذي قال إنه دخل بالفعل مرحلة التحلل.

وفيما صُدم الكثيرون من أطروحة ديسكين، واندفعوا لتوبيخه ومحاولة إثبات خطأه، فإن استطلاعات الرأي كشفت بعد 6 أشهر فقط أن ثلث الإسرائيليين يتفقون معه.

كما أظهر استطلاع نشر في فبراير/شباط الماضي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي أن ثلث المستطلعين يعتقدون أنه من المحتمل اندلاع حرب أهلية عنيفة في إسرائيل.

وخلص الموقع إلى أن الوضع الحالي في إسرائيل أخذ طابعًا حديًا على المستويات جميعها، ففي وقت يقارن المتظاهرون وزراء الائتلاف الحاكم بالنازيين، يشير إليهم نتنياهو بـ”الفوضويين” أو بـ”المعسكر الآخر”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إسرائيلية + ميدل إيست آي