استمرار القتال يهدد الهدنة في السودان.. ارتفاع أعداد الضحايا وطرفا النزاع يتبادلان اتهامات بالخرق

أحد الشوارع في منطقة بجنوب الخرطوم كما بدا اليوم 25 مايو (AFP)

تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الخميس لتبدد الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم، وأعلنت نقابة أطباء السودان، ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 865 شخصا.

وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار -الذي تراقبه السعودية والولايات المتحدة والطرفان المتحاربان- بعد معارك استمرت 5 أسابيع في الخرطوم، واندلاع أعمال عنف في أماكن أخرى من السودان منها إقليم دارفور بغرب البلاد.

تبادل الاتهامات

وتبادل طرفا النزاع في السودان، الاتهامات بشأن خرق الهدنة، وانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في جدة بوساطة أمريكية سعودية ودخل حيز التنفيذ مساء الاثنين.

وكان الوسطاء الأمريكيون والسعوديون قد أعلنوا بعد أسبوعين من المفاوضات، التوصل إلى هدنة تعهّد الجيش وقوات الدعم السريع، باحترامها، ثم أكدوا أن “القتال في الخرطوم بدا أقل حدة، لكن المعلومات تفيد أنهما انتهكا” الهدنة منذ بدء سريانها رسميا.

ووجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسالة إلى السودانيين غداة توقيع اتفاق جدة قال فيها “إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، فسنعرف، وسنحاسب المخالفين من خلال عقوبات نفرضها ووسائل أخرى متاحة لنا”.

وأكد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في تصريحات للصحفيين أمس الأربعاء، أنه “على الرغم من اتفاقات وقف إطلاق النار المتتالية، فلا يزال المدنيون يتعرضون لخطر الموت والإصابة”.

وقال “بين عشية وضحاها تلقينا تقارير عن طائرات مقاتلة في الخرطوم ووقوع اشتباكات في بعض مناطق المدينة، وكذلك في بحري وأم درمان”.

ومنذ بداية الحرب، تم الإعلان مرارا عن اتفاقات لوقف النار تعرضت للانتهاك في كل مرة، ورغم تواصل المعارك فقد أكد سكان في العاصمة أنهم استغلوا تراجع حدّتها هذه المرة للخروج من منازلهم وقضاء حوائجهم.

أزمة إنسانية

وأدى القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، وهو يهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المنظمات مستعدة لتقديم المساعدات إلى أكثر من 4 ملايين شخص، لكن العوائق البيروقراطية والمشكلات الأمنية تعرقل التوزيع.

وقال مسؤول إغاثة لرويترز إنه من بين 168 شاحنة جاهزة لتقديم المساعدات، يتحرك عدد قليل فقط من بورتسودان إلى القضارف وكسلا وولاية الجزيرة.

يأتي ذلك في وقت يكافح فيه الكثير من السكان للبقاء على قيد الحياة، إذ يواجهون انقطاع المياه والكهرباء فترات طويلة وانهيار الخدمات الصحية وانتشار الفوضى والنهب.

ونزح أكثر من مليون شخص داخل السودان، وفرّ 319 ألفا إلى الدول المجاورة التي يعاني بعضها أصلا من الفقر وله تاريخ من الصراعات الداخلية، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

ارتفاع عدد الضحايا

وفي هذا السياق، أعلنت نقابة أطباء السودان اليوم الخميس، ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 865، جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وقالت النقابة (وهي منظمة غير حكومية) في بيان، إن الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع استمرت وأدت إلى سقوط مزيد من الضحايا.

وأفادت النقابة إن هناك عددا كبيرا من الإصابات والوفيات غير مشمول بهذا الحصر، لعدم تمكنها من الوصول إلى المستشفيات جراء صعوبة التنقل في ظل الوضع الأمني الراهن.

وكانت آخر حصيلة أعلنتها النقابة، الاثنين، قد سجلت 863 قتيلا و3 آلاف و531 مصابا بين المدنيين.

ومساء يوم الاثنين، بدأ سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار من المقرر أن يستمر مدة أسبوع، مع استمرار محادثات بين طرفي النزاع بالسعودية في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المتواصل في الخرطوم ومدن أخرى.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات