“سلام لجرحنا النازف”.. قصيدة مؤثرة لشاعر سوداني على وقع الاشتباكات (فيديو)

احتفى ناشطون في السودان بقصيدة مؤثرة ألقاها الشاعر السوداني معد شيخون، لخص فيها تداعيات القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع “شبه العسكرية”.

وأشادت القصيدة بكرم السودانيين وتآلفهم، ولقيت تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ألقاها كاتبها في مقطع فيديو. وقال شيخون في قصيدته “نحنا بخير.. نحنا الخير.. وريتو الوضع يبقى خير.. سلام للي قعدوا تحت القصف.. وسلام للي هجوا زي الطير…”.

وزاد الشاعر في القصيدة المؤثرة “سلام لجرحنا النازف.. سلام لشعب متآلف.. سلام لكل طفل خايف.. حتعدي ما دام شايف الوطن محتاج اللي ما عنده بيدي.. ما دام في الشدة متكاتفين من بيقدر يوقف ضدي”. وقال في أبياته باللهجة السودانية “إذا كان الوطن نازف أضمد جراحه بيدي. وبدل الدم في خير حيعمّ.. ما تشيل همّ وكل الشعب متحدي.. حتعدي”.

ومضى الشاعر الشاب إلى الثناء على أبناء السودان قائلًا “شعب زي الذهب بيلمع.. وين ما تمشي تلقى أخوك بيزيد ويعلي مقدارك.. ترحل من ظلام الموت بتلقى بيوت.. لأنه بلادي مختلفة”.

وظهرت عدد من المبادرات الشبابية منذ بداية القتال في 15 أبريل/ نيسان في عدد من المدن السودانية، بين من فتحوا أبواب منازلهم للنازحين من الخرطوم ومن أعدوا لهم الطعام ومن تبرعوا بالدم والدواء والمواد الغذائية، كما فتح شباب عيادات ميدانية لعلاج جرحى القتال من المدنيين بعد قصف عدد من المستشفيات وخروجها من الخدمة.

وأضافت القصيدة “يا لي بتكتب التاريخ، افتح أنصع الصفحات واكتب أن السودان وطن ما بيشبه الأوطان.. وطن شامخ علم مفرد.. وفيه الخير كثير بالحيل.. فيه شباب يشدوا الحيل ولسة اللوحة مليون ميل.. شهامة ونخوة فايتة الحد”.

وقال الشاعر “إذا بتسأل عن اللي راحوا وكيف حنداوي الجراح.. سلام وعز وهاك مني جواب والرد.. هو السودان نعشقه وعهدي في الهوى باق، وبين العاشقين عقود بطُهر الأرض ميثاق.. وقد يُرديك ما تهوى وعِشق قد سعت ساقي.. زرعنا أرضنا مجدًا ودمي للثرى ساق.. لتُزهر أرضها الخرطوم. ومني كل أشواقي”.

وفي مشهد مؤلم آخر، التقط أحد المعتمرين من الكعبة المكرمة مقطعًا لامرأة سودانية تتعلق بأستار الكعبة وترجو الله وسط بكاء ونحيب أن يحفظ السودان وشبابه، والمعتمرون يؤمّنون على دعائها.

أطفال يفرون من الحرب في السودان (غيتي)

ومنذ اندلاع المواجهات في 15 أبريل/ نيسان الماضي تشهد العاصمة الخرطوم حالة من الفوضى ناجمة عن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 22 يومًا عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (إيه سي إل إي دي)، فضلًا عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 115 ألفًا إلى الدول المجاورة.

كما أجبرت عددًا كبيرًا من المواطنين على البقاء في منازلهم، حيث يعانون من انقطاع المياه والكهرباء ومن نقص مخزون الطعام والمال.

ومع استمرار المعارك، حذرت الأمم المتحدة الجمعة من إمكانية أن يعاني 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة فرحان حق، الجمعة، إن برنامج الأغذية العالمي يتوقع “أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانًا حادًّا في الأمن الغذائي في السودان إلى ما بين مليونين و2,5 مليون شخص”.

ووفق تقرير البرنامج مطلع 2023، كان 16.8 مليونًا من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعدامًا حادًّا للأمن الغذائي.

المصدر : الجزيرة مباشر