“اجتمع علينا المرض والفقر والغلاء والخوف”.. عجوز يمنية تبكي حال وطنها في تعز (فيديو)

انهمرت دموع عجوز يمنية عندما سألها مراسل الجزيرة مباشر عن أمنيتها، وقالت إنها تتمنى أن تنتهي الحرب في اليمن ويعود الأمان، وأن يُشفى زوجها.

وقالت العجوز من مدينة تعز إن اليمنيين يعيشون حياة صعبة جدًّا، مضيفة “اجتمع علينا المرض والفقر والغلاء والخوف”، وأفادت بأنها نزحت من منطقتها أكثر من مرة لكنها عادت إليها.

واشتكت المرأة مرض زوجها، قائلة إنه طريح الفراش، لكنها لا تملك ثمن إجراء عملية جراحية له.

ووصف سكان حي “الجهين” عند المنفذ الشرقي لتعز سوء الخدمات الطبية في المستشفيات. وقال أحد السكان لكاميرا الجزيرة مباشر، إنه يعاني الفشل الكلوي ويتلقى العلاج بصعوبة، بينما يعاني أحد أصدقائه في الحي نفسه مرضًا في القلب يحتاج إلى تركيب دعامتين، وبسبب سوء الوضع يضطر إلى المكوث في المنزل لعجزه عن الحركة.

ورصدت الجولة، اليوم الأربعاء، الواقع المعيشي لسكان المنطقة القريبة من خطوط التماس، واشتكى المواطنون من الوضع الأمني الخطير فيها، بسبب القصف المتواصل والقنص.

وقالت إحدى النازحات “السكن هنا مجازفة”، بينما أوضح ساكن آخر أنهم يخافون السير في الشارع كما يمنعون أطفالهم من اللعب بسبب الرصاص الذي يأتي من كل صوب.

ويعيش سكان حي “الجهين” في بيوت مخرَّبة، كما يشهد توافد عدد من النازحين لوجود منازل مهجورة فيه، إذ لا تتمكن الأسر من توفير مال لتأجير منزل في مناطق آمنة.

ولا يتوفر الماء في منازل الحي، كما يعاني السكان أزمة في توفير الغاز بجانب انقطاع مستمر للكهرباء، واشتكوا أيضًا من ارتفاع الأسعار مع عدم وجود أي دخل مادي لهم.

يعاني أهالي تعز من الحصار أيضًا، وقال أحد سكان الحي لكاميرا الجزيرة مباشر، إنه منذ 8 سنوات لم يجتمع بوالدته وإخوته الموجودين في اليمن أيضًا.

وقالت امرأة إن وضع أهالي “الجهين” قبل الحرب كان أفضل بكثير، إذ كان الحي أحد الأسواق الرئيسية في المدينة، لكنه الآن أصبح مدمرًا، إلا أن سكانه يضطرون إلى البقاء فيه.

ونقل مراسل القناة شهادات مؤلمة لأطفال، قالوا إن كل أمنيتهم أن يعيشوا حياة طبيعية مثل أقرانهم، ويتمكنوا من اللعب في الشارع. كما تمنى الأطفال أن يعم السلام، وأن لا يضطروا إلى الخوف من القذائف.

واشتكى مُسن من الفقر، قائلًا “نتعب حتى نحصل على لقمة العيش”، وافترض أن يحصل سكان خطوط التماس على المعونات أكثر ممن يعيشون في أماكن آمنة، متمنيًا أن تنتهي الأزمة ويتمكنوا من العمل والحصول على حياة كريمة.

وقالت امرأة إن الأسعار مرتفعة للغاية، لدرجة أن عددًا من الأهالي منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس بسبب تكاليف النقل الباهظة.

ويشهد اليمن خاصة المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة منذ مدة تدهورًا اقتصاديًّا على خلفية التراجع غير المسبوق للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

وتسببت الحرب في اليمن في تدمير العديد من المرافق الصحية وتضررها، ولم يعد يعمل سوى نصف القطاع الطبي، ويعاني معظم اليمنيين صعوبة في الحصول على رعاية صحية، وفق الأمم المتحدة.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 23.7 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية، بينهم نحو 13 مليون طفل.

المصدر : الجزيرة مباشر