الخوذ البيضاء تعلن ارتفاع حصيلة وفيات مرض الكوليرا في شمال غربي سوريا

معاينة طفل يشتبه في إصابته بالكوليرا (رويترز)

أفاد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بارتفاع أعداد وفيات مرض الكوليرا في شمال غربي سوريا.

وقال الدفاع المدني، أمس الجمعة، في بيان إنه “منذ تسجيل أول حالة وفاة في شهر سبتمبر/ أيلول 2022 وحتى الأربعاء 19 يوليو/ تموز، وصل العدد إلى 24 حالة وفاة”.

وأضاف أن “عدد المصابين خلال الفترة ذاتها، وصل إلى 856 حالة، بحسب الجهات الطبية، كان من بينها 4 وفيات بعد وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 فبراير/ شباط وأدى إلى دمار في البنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي في الكثير من مناطق شمال غربي سوريا”.

وأعلنت الخوذ البيضاء أن فرقها تكثف الاستجابة الطارئة، خاصة في المخيمات والمناطق المتضررة بالزلزال، إضافة إلى التوعية للحد من انتشار الكوليرا.

وفي مارس/ آذار الماضي، كان عدد الحالات المشتبه فيها قد وصل إلى 50 ألفا و734، وعدد الحالات الإيجابية إلى 568 حالة، في حين وصل عدد الوفيات إلى 21.

وتجاوز عدد سكان المخيمات هناك مليون و300 ألف نسمة يعيشون في ظروف صحية سيئة بسبب ضعف البنية التحتية وانكشاف قنوات الصرف الصحي بعد الزلزال وتجمّع النازحين بكثافة في الخيام وشرب مياه غير صالحة، وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن 53 منشأة طبية تضررت جراء الزلزال.

وفاقم الصرف الصحي المكشوف في المخيمات انتشار المرض بسرعة كبيرة مع غياب البنى التحتية بسبب قصف النظام السوري ثم الزلزال الذي أوقع أكثر من 50 ألف قتيل، بينهم 6 آلاف في سوريا.

وأفاد “منسقو استجابة سوريا” بتلوث مياه الآبار وغيرها نتيجة التحركات الأرضية في مناطق الزلزال.

وقالت جهات صحية إنه تأخر توزيع 1.7 مليون جرعة لقاح ضد الكوليرا من منظمة الصحة العالمية، بسبب الزلزال.

متطوعة بالخوذ البيضاء أثناء حملة للتوعية بخطر الكوليرا في مخيمات كللي شمالي إدلب (الدفاع المدني السوري)

وفي وقت سابق، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن مناطق الشمال السوري تواجه خطر تفشي وباء الكوليرا، وأن المياه الملوثة والنقص الحاد في الاستجابة الإنسانية وأسبابًا أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أرجاء سوريا، مؤكدة أن وصول الأهالي إلى ما يكفيهم من المياه النظيفة لا يزال يمثل مشكلة مقلقة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة، بعد الزلزال، إن مرض الكوليرا تفشى في معظم أرجاء سوريا، حيث أصاب 13 محافظة من أصل 14 محافظة في البلاد، مضيفة أن قدرات الاختبار المحدودة والنظام الصحي المختل إلى حد كبير تصعّب التأكد من عدد الحالات، لكنه يُقدر بأنه أعلى بكثير من الإحصائيات المعلن عنها.

وفي سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة السورية تفشي وباء الكوليرا، وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعربت “منتديات المنظمات غير الحكومية”، التي تمثل أكثر من 150 منظمة إنسانية، قلقها من الانتشار السريع للكوليرا في جميع أنحاء سوريا، ودعت إلى “وصول إمدادات وموظفي الإغاثة الإنسانية بلا قيود لمواجهة تفشي المرض ولجميع الاحتياجات الإنسانية في سوريا”.

امرأة تحمل طفلا مشتبها في إصابته بمرض الكوليرا (رويترز)

وبحسب بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أدت أكثر من 10 سنوات من النزاع إلى تدمير البنية التحتية في سوريا وخدماتها المدنية بما فيها مرافق الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء.

وتقدر الأمم المتحدة أن ثلثَي محطات معالجة المياه في سوريا، ونصف محطات الضخ وثلث أبراج المياه في سوريا، تضررت منذ عام 2011.

وأدت عوامل عدة إلى أزمة مياه حادة في شمال شرق سوريا بشكل ملحوظ منذ أواخر عام 2020، بينها انخفاض مستويات المياه المتدفقة إلى سوريا من نهر الفرات الذي يعتمد على مائه أكثر من 5 ملايين شخص في سوريا بشكل مباشر. كما قد يؤدي التركيز العالي للملوثات في المياه إلى انتشار الأمراض.

المصدر : الجزيرة مباشر