بعد بلوغ معدلات غير مسبوقة.. روبوت متعرّق يساعد البشر على مقاومة موجة الحر (شاهد)

موجة حر غير مسبوقة في أثينا (غيتي)

تواجه اليونان اليوم السبت، عطلة نهاية أسبوع قد تكون الأكثر سخونة في يوليو/ تموز منذ خمسين عامًا، وفق أحد الخبراء، كما يُتوقّع أن تتوسّع موجة الحر القياسية التي يشهدها جنوب الولايات المتحدة في الأيام المقبلة.

ويعاني عشرات الملايين من الأشخاص في النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة حرّ شديدة هذا الصيف، ويبدو أن العالم سيسجّل أشدّ يوليو حرارة في تاريخه. وعزا الخبراء درجات الحرارة القياسية إلى التغيّر المناخي الناتج عن حرق الوقود الأحفوري، معتبرين أن الاحتباس الحراري يلعب دورًا أساسيًّا في اشتداد القيظ.

وفي الولايات المتحدة، سيعاني نحو 80 مليون شخص من درجات حرارة تتجاوز 41 درجة مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسبما قالت مصلحة الأرصاد الجوية.

ويُتوقّع أن تسجل فينيكس عاصمة ولاية أريزونا أعلى حرارة هناك؛ إذ ستصل إلى 46 درجة مئوية، بعدما تخطت الحرارة 43 درجة مئوية في المدينة ثلاثة أسابيع متتابعة.

وشهدت المدينة أول أمس الخميس، حريقا هائلًا اندلع في خزانات مادة البروبان قرب المطار الدولي، مما سبب انفجار خزانات وتطايرها.

في غضون ذلك، يتدفّق سياح إلى متنزّه وادي الموت (ديث فالي) الذي يمتد على الحدود بين ولايتَي كاليفورنيا ونيفادا ويمثّل إحدى أكثر المناطق سخونة في العالم، لالتقاط صور مع شاشة تُظهر درجة الحرارة خارج مركز الزوار.

اليونان تكافح الحرائق

من جهتها، حذّرت اليونان، التي تكافح عشرات من حرائق الغابات، السكان من الخروج لغير ضرورة وسط القيظ.

وأكد عالم الأرصاد الجوية بنايوتيس يانوبولوس أنّه “من المرجح أن تسجل عطلة نهاية الأسبوع هذه أعلى درجات الحرارة خلال شهر يوليو خلال الخمسين عامًا الماضية”.

وتوقّع أن “تفوق الحرارة في أثينا 40 درجة مئوية مدة 6 إلى 7 أيام”. ويتوقع أن تزداد الحرارة ارتفاعًا الأحد لتلامس 44 درجة مئوية في أثينا و45 درجة مئوية في ثيساليا.

روبوت متعرّق

ويأتي هذا في حين يعمل باحثون في جنوب غرب الولايات المتحدة على تطوير روبوت قادر على التنفس والإصابة بالقشعريرة والتعرق.

ورغم درجة الحرارة المرتفعة التي بلغت أمس 47 درجة مئوية في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا الأمريكية، تمكّن الروبوت “أندي” من البقاء ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة. وهي قدرة تحمل لا مثيل لها تثير حماسة العلماء المسؤولين عن إجراء الاختبارات على هذا الروبوت البشري الفريد في حرم جامعة أريزونا.

 

ومن شأن هذا الروبوت أن يساعد على فهم ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل أفضل، وهو مرض القرن الحادي والعشرين الذي يهدد جزءًا متزايدًا من سكان العالم بسبب احترار المناخ.

وسيختبر العلماء الروبوت في مجموعة متنوعة من المواقف، منها على سبيل المثال كيف يمكنه مواجهة رياح حارة أو حرارة رطبة وبأي نوع من الملابس؟ وستكون بحوثهم مفيدة في تصميم ملابس مضادة للحرارة أو إعادة التخطيط الحضري للمدن أو حماية الفئات الأكثر ضعفًا.

الشهر الأكثر سخونة

ويُتوقّع أن يصبح يوليو 2023 الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، ليس فقط منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، بل منذ “مئات إن لم تكن آلاف السنين”، بحسب كبير علماء المناخ في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) غافين شميت.

وأشار شميت إلى أن التغييرات المناخية “غير المسبوقة في جميع أنحاء العالم” لا يمكن أن تُعزى فقط إلى ظاهرة “النينو” (El Niño) المناخية.

و”النينو” ظاهرة مناخية تحدث خلال فترات تتراوح بين 4 و12 عاما في المحيط الهادي، وتؤدي إلى دفء مياهه. وتحدث الظاهرة عندما ترتفع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة الاستوائية الشرقية من المحيط الهادي بما لا يقل عن 0.5 درجة مئوية فوق المتوسط الطويل الأجل، وهي حالة تؤدي إلى تحولات في أنماط الطقس بأماكن من العالم.

واعتبر شميت أنه على الرغم من الدور الصغير الذي تلعبه ظاهرة النينو، “فما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب، ولا سيما في المحيطات. منذ عدة أشهر شهدنا درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية حتى خارج المناطق الاستوائية”.

وأضاف “نتوقع أن يستمر ذلك والسبب الذي يجعلنا نعتقد أن هذا سيستمر هو أننا نواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي”.

المصدر : وكالات