انتقادات لتجاوزات الشرطة بحق لاجئين عرب في تركيا.. ووزير الداخلية يعد بمحاسبة المخطئين

صور نشرتها الشرطة التركية لتوقيف مهاجرين غير نظاميين (الأناضول)

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا تصاعد حملة الانتقادات لما وصف بـ”تجاوزات” مارستها قوات الشرطة خلال الحملة التي شنتها وزارة الداخلية التركية على المهاجرين غير النظاميين عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع مصورة لما قيل إنه اعتداءات لقوات الشرطة التركية على لاجئين غير نظاميين ضُبطوا خلال الحملة الأمنية بمدينة إسطنبول.

وتقدم قانع طورون -النائب عن حزب المستقبل المعارض- إلى البرلمان التركي بعريضة أسئلة تتعلق بـ”مشاهد تعذيب” لمهاجرين عبروا الحدود التركية بشكل غير نظامي، مطالبا وزارة الداخلية بالإجابة عليها.

من جانبه، قال وزير الداخلية التركي علي يارلي كايا إن بلاده وضعت آلية جديدة للتعامل مع المهاجرين غير النظاميين، وإنهم لن يتهاونوا معهم، نافيا أن تطال هذه الإجراءات المهاجرين النظاميين الذين يعيشون في البلاد بأوراق ثبوتية قانونية.

وأضاف كايا أن الإجراءات سوف تطال أولئك الذين يعيشون بدون أي أوراق ثبوتية وقانونية، لأن وجودهم يتسبب في مشاكل للشعب التركي وللمهاجرين النظاميين في البلاد الذين يبلغ عددهم 5 ملايين مهاجر شرعي، بحسب الوزير خلال اجتماع مغلق مع عدد من ممثلي الجمعيات والروابط العربية بمدينة إسطنبول، عقد أول من أمس.

وحول ما وصف بتجاوزات عناصر الشرطة بحق اللاجئين، قال كايا “إن الدولة تتعامل مع هذه التجاوزات، ولن تسمح بها مرة أخرى”، مشددا على أنها “تصرفات فردية، وليست توجها للدولة التركية”.

وأضاف “حصلت بعض التجاوزات من بعض أفراد الشرطة وتعاملنا معها، وأي تصرف خطأ من أي موظف هو عمل فردي وسيُحاسب المخطئون”، وشدد على أنه “يجب عدم الانجرار وراء الأخبار المحرّضة غير الصحيحة والتهويل المتعمد”، على حد وصفه.

ونفى كايا الأنباء المتداولة بخصوص تشديد إجراءات منح الجنسية للأجانب عموما والمهاجرين على وجه الخصوص.

وأطلق ناشطون عرب حملة عبر مواقع التواصل تطالب بوقف ما وصف بـ”سياسات التهجير” بحق اللاجئين السوريين -الذين ضُبطوا خلال حملات التفتيش على الأوراق الثبوتية- للشمال السوري، مشدّدين على أن الشمال السوري لا يعد منطقة آمنة.

وندّد حمزة العبدلله -الناشط الإعلامي السوري- بما سماه عمليات الترحيل التي تتم بحق اللاجئين السوريين إلى الشمال السوري، مشددًا على أن مناطق الشمال السوري لا تعد مناطق آمنة، وأنها تتعرض للقصف من حين إلى آخر من جيش النظام السوري.

وانتقد العبدلله ما وصفه بموقف الجهات الرسمية والعسكرية الممثلة للمعارضة السورية، مطالبًا بحل الأزمة السورية لحل أزمة اللاجئين.

بدوره، قال الدكتور محمد مختار الشنقيطي أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر إن العنصرية المتنامية في تركيا ضد السوريين والأفغان، ومحاربة اللغة العربية دون غيرها من لغات العالم في بعض البلديات التركية، ظاهرة مَقيتة”. 

وأضاف عبر حسابه على تويتر “هي هدم لما بناه الرئيس أردوغان وحزبه لتركيا من مكانة في قلوب العرب والمسلمين في أرجاء العالم. فهل من تحرك حازم ضد العنصريين قبل فوات الأوان؟”.

من جانبه، قال جلال دمير -رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا- إن “من أهم الأشياء التي جعلت شعوب المنطقة العربية تحب وتحترم تركيا هي نصرة المظلوم وليس صنع الطائرات ولا صنع السيارات لأن كثيرا من الدول سبقت تركيا بهذه الصناعات”، محذرًا أنه “إذا تخلت تركيا عن نصرة المظلوم سوف تخسر محبة الشعوب العربية”.

وقال الدكتور جمال عبدالستار الداعية الإسلامي عبر حسابه على تويتر “تركيا حازت المكانة الأرفع في قلوب المسلمين قاطبة، لما اتصفت به من فائض إنساني، ونصرة للمظلوم، واعتزاز بقيم الإسلام وتاريخه المجيد، فإن فقدت تلك السمات الراقية فلن تستطيع استعادة تلك المكانة، ولو ملكت ما في الأرض جميعًا”.

وانتقد الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج ما وصفه باتخاذ مواقف متطرفة من الإجراءات الأخيرة في تركيا، مطالبًا بالإنصاف من خلال اتخاذ مواقف دون الانجرار لحملات ضد تركيا، أو تحميل المظلومين مسؤولية ما يحدث.

وتشهد تركيا منذ أسابيع عدة حملة أمنية موسعة لضبط وترحيل اللاجئين غير النظاميين، وتعهد وزير الداخلية التركي في تصريحات سابقة بإنهاء وجود المهاجرين غير النظاميين في المدن التركية خلال 4 أو 5 أشهر.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان