“تعبت كثيرا”.. نازح يمني فقد أحد أطرافه يبكي عجزه عن تأمين الطعام والدواء (فيديو)

مُتكئًا على عصا طويلة بيد واحدة بينما بُترت الأخرى، يتجول بين خيام المخيم، لا يقوى نازح يمني على المشي برجليه بعد انفجار لغم عليه أثناء نزوحه من تعز.

من أحد مخيمات جبل زيد جنوبي محافظة تعز، يحكي أحمد طلاب المسياب مأساته لكاميرا الجزيرة مباشر. ظن النازح اليمني أنه كان يهرب من الحرب عندما واجه في طريقه لغمًا غيّر شكل حياته.

قال النازح إن أحد معارفه مرّ عليه عند بداية الحرب والقصف في اليمن، وعرض عليه أخذه معه في سيارته هربًا من مناطق الاشتباكات.

يقول أحمد إنه ركب السيارة، وظن أنه فرّ من الحرب، قبل أن يباغتهم لغم في الطريق، انفجر فذهب بيده وألحق الضرر بساقيه حتى أصبح غير قادر على المشي.

لا يستطيع النازح التحرك ولا العمل وكسب ثمن العلاج وقوت أولاده، ويعاني إلى جانب إعاقته أمراضًا أخرى يحتاج لها الدواء لكنه لا يملك المال.

يقول النازح العاجز عن الحركة إنه لم يتلق أي مساعدات ولم يلتفت إليه أحد، بينما يحتاج الأكل وفرشًا ينام عليه.

لا يملك النازح اليمني في تعز عملًا يشتري به الدواء والأكل (الجزيرة مباشر)

يعيش أحمد مع عائلته في خيمة رثة، كان يحاول تثبيت غطاء لها عندما زارته الجزيرة مباشر. لا تتوفر الخيمة على أي من شروط العيش، يفترش النازح قطعة بلاستيكية يستلقي عليها فوق التراب.

ضاق صدر العم أحمد وهو يحكي مأساته ولم يتمكن من مواصلة الحديث، قائلًا بصوت تملأه الغصة “تعبت كثيرًا” ثم ذرف دموعه، قبل أن يضيف “عذبتني هذه الحرب”.

حتى الماء يحتاج النازح إلى شرائه، ويقول إن أسعاره غالية وإنه لا يتوفر على أي دخل، ويزيد “أعاني الجوع وأحتاج إلى من يلتفت إلى وضعي”.

ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حربًا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وتقول التقارير الأممية إن معظم النازحين اليمنيين يعانون ظروفًا إنسانية صعبة، ولا يستطيعون توفير أدنى متطلبات الحياة، وهو ما تنقله كاميرا الجزيرة مباشر وتؤكده باستمرار عبر مقابلات عديدة مع أسر يمنية تعاني الأمرّين جراء الحرب.

ويشهد اليمن، خاصة المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة منذ مدة، تدهورًا اقتصاديًّا على خلفية التراجع غير المسبوق للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

المصدر : الجزيرة مباشر