انقلاب الغابون.. أوروبا: ما يحدث في غرب إفريقيا مشكلة كبيرة

وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي (جوزيب بوريل) ما يحدث في غربي إفريقيا بأنه “يُمثل مشكلة كبيرة لأوروبا” وذلك تعليقًا على الأنباء عن استيلاء عسكريين على السلطة في الغابون اليوم الأربعاء.

وظهرت مجموعة من كبار ضباط الجيش في الغابون على شاشة التلفزيون في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، وأعلنوا الاستيلاء على السلطة بعد وقت قصير من  إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.

مزيد من الاضطرابات

وقال مسؤول السياسة الخارجية إن وزراء دفاع دول التكتل سيناقشون الموقف في الغابون، وإذا تأكد وقوع انقلاب هناك “فذلك سيأتي بالمزيد من الاضطرابات إلى المنطقة”.

وأضاف (جوزيب بوريل) متحدثًا أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في إسبانيا “إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلابًا عسكريًّا آخر يزيد من الاضطرابات في المنطقة بأكملها”.

وقال بوريل “دول غربي إفريقيا بكاملها في وضع صعب، وعلينا التفكير بعمق كيف يمكننا تحسين سياستنا فيها كونها تمثل قضية كبيرة لأوروبا”.

فرنسا تتابع “من كثب”

من جانبها، قالت فرنسا إنها تتابع الوضع في الغابون من كثب، في حين علّقت شركة تعدين فرنسية عملياتها في الغابون بعد إعلان العسكريين سيطرتهم على السلطة.

وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، اليوم الأربعاء، إن بلادها تتابع الموقف في الغابون من كثب، وذلك خلال إلقائها خطابًا أمام اجتماع للسفراء في باريس.

ولم تقدّم رئيسة الوزراء الفرنسية أي تفاصيل أخرى عن الأمر، في وقت دُفع فيه الجيش الفرنسي منذ أغسطس/آب 2022 إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو من قِبل المجلس العسكري الحاكم في كلا البلدين.

شركة فرنسية تعلّق أعمالها

وفي الأثناء، قالت شركة التعدين الفرنسية (إراميت) التي تملك وحدة لإنتاج المنجنيز في الغابون، اليوم الأربعاء، إنها علّقت جميع عملياتها في البلاد في أعقاب تطورات وقعت خلال الليل.

وانخفض سهم الشركة بنحو 5% عقب هذا الإعلان، في حين قال متحدث باسم الشركة لرويترز “بدءًا من هذا الصباح، تم تعليق كل عمليات (كوميلوج وستراج) إضافة إلى وقف عمليات النقل عبر السكك الحديدية”.

وكوميلوج هي وحدة للتنقيب عن المنجنيز وتملك إراميت حصة أغلبية فيها، وستراج هي وحدة للنقل عبر السكك الحديدية، وقد انخفض سهم إراميت 4.7% إلى 72.95 يورو بحلول الساعة 07:02 بتوقيت غرينتش.

وتأتي أنباء وقوع انقلاب في الغابون بعد أسابيع فقط من استيلاء أعضاء في الحرس الرئاسي بالنيجر على السلطة وتشكيل مجلس عسكري حاكم للبلاد.

وأعلن عسكريون في النيجر، مساء يوم 26 يوليو/تموز الماضي، الإطاحة بمحمد بازوم الذي يتولى السلطة منذ عام 2021، بعد “التدهور المستمر للوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية”.

وعلّق المجلس العسكري -الذي يضم أجنحة الجيش والدرك والشرطة- كل المؤسسات، وأغلق الحدود البرية والجوية، وفرض حظر التجوال، وأثار الانقلاب تنديدًا شديدًا من المجتمع الدولي.

وبعد مالي وبوركينا فاسو، أصبحت النيجر ثالثة دولة في منطقة الساحل تشهد انقلابًا منذ عام 2020، في حين تقوّضها هجمات جماعات مرتبطة بتنظيمي الدولة والقاعدة.

وتُعَد النيجر من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل التي يجتاحها العنف، بعد أن تحولت اثنتان من جاراتها هما مالي وبوركينا فاسو، بقيادة العسكريين الانقلابيين، إلى شركاء آخرين من بينهم روسيا.

المصدر : وكالات