صنداي تايمز: الزلزال الذي ضرب المغرب ناهزت قوته 30 قنبلة ذرية

يعد هذا الزلزال على الأرجح هو الأقوى في تاريخ المغرب منذ عام 1755 على الأقل

يعد هذا الزلزال على الأرجح هو الأقوى في تاريخ المغرب منذ عام 1755 على الأقل (رويترز)

ليس المغرب أول مكان يتبادر إلى الذهن عندما يفكر الناس في الزلازل، ولكنها في الواقع شائعة جدًا. وبالمقارنة مع الزلازل الضخمة التي هزت تركيا وإندونيسيا واليابان والصين وغيرها من المناطق غير المستقرة على سطح الكوكب، فإن ذاك الذي ضرب المغرب مؤخرا لا يعد كبيرا.

ربما يعد الزلزال الذي ضرب أغادير في عام 1960 هو الأكثر سوءًا في تاريخ المغرب، إذ أسفر عن وفاة ما يصل إلى 15 ألفا في جنوب البلاد. وفي واقعة أخرى حدث زلزال آخر عام 2004 ، بساحل البلاد الشمالي، وأسفر عن وفاة أكثر من 600.

ولكن لم يكن أي من هذه الزلازل بقوة ذاك الذي ضرب جنوب غرب مراكش يوم الجمعة الماضي، إذ بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، بما يعادل قوة 30 قنبلة نووية، كتلك التي أسقطتها الولايات المتحدة على اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.

ويعد هذا الزلزال على الأرجح هو الأقوى في تاريخ المغرب منذ عام 1755 على الأقل. وذلك نظرا لتضرر عدد كبير من المباني التاريخية أو تدميرها في مراكش نفسها، بما في ذلك المساجد التاريخية وأجزاء من جدران المدينة.

ويقع مركز الزلزال بالقرب من لوح تكتوني يربط ما بين الصفيحة الأوراسية شمالًا والصفيحة الإفريقية جنوبًا. وقد بدأت هاتان الصفيحتان بالتصادم منذ ملايين السنين، حاملتين على ظهريهما عدة سلاسل جبلية بما في ذلك جبال الألب وقمم الأطلس الكبير في المغرب.

أخذت الصفيحة الإفريقية في التزحزح شمالًا بمعدل حوالي 2.5 سم في السنة ، مما وضع ضغوطاً مستمرة على الخلل في المنطقة ، والتي تتخلص بانتظام من التوترات المتراكمة في شكل زلازل.

يقع مركز الزلزال بالقرب من لوح تكتوني يربط ما بين الصفيحة الأوراسية شمالًا والصفيحة الإفريقية جنوبًا (صنداي تايمز)

لم يكن من المفترض أن يكون الزلزال قاتلًا، وفي أجزاء أخرى من العالم أكثر استعدادا لمثل هذا النوع من الكوارث، مثل كاليفورنيا، لن يسبب زلزال بهذا الحجم أي ضرر يُذكر أو فقدان للأرواح. فكما يقول مهندسو الزلازل دائما، “الزلازل لا تقتل الناس، وإنما المباني هي التي تقتلهم”.

فإذا تم بناء المباني بشكل صحيح، فسيبقى عموديًا عندما تهتز الأرض ويحمي حياة الأشخاص داخله.

للأسف، في المغرب – كما هو الحال في العديد من البلدان النامية الأخرى – يتم تجاهل خطر الزلازل لصالح القضايا الأكثر إلحاحًا. لذلك فإن مستوى الإعداد غالبا ما يكون غير كافٍ، وبالتالي يتم إنشاء العديد من المباني في سياق تجاهل الخطر الزلزالي فسرعان ما تنهار حتى عندما تكون شدة الهزات معتدلة إلى حد ما.

ولعل هذا هو السبب في أن زلزال أغادير عام 1960 أسفر عن وفاة عدد كبير من الأشخاص، على الرغم من أن قوة الزلزال بلغت 5.8 درجة، وهي أقل بما يقرب من ألف مرة من العديد من الزلازل الكبرى التي تحدث حول حوض المحيط الهادئ.

وبالمثل، كانت هذه الصدمة صغيرة مقارنةً بالزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في فبراير، والذي كان أكبر بعشر مرات وأطلق كمية من الطاقة أكثر ثلاثين مرة.

سبب آخر للتأثير الشديد للزلزال الذي وقع أمس هو أنه كان ضحلًا، أي على عمق 18 كيلومترًا فحسب. وقد أدى هذا إلى انتقال الجزء الأكبر من الطاقة الزلزالية إلى السطح، مما زاد من قدرته التدميرية. أضف إلى ذلك أن توقيت الزلزال كان في حوالي الساعة 11 مساءًا، مما يعني أن العديد من الأشخاص كانوا في المنازل وربما نائمين.

ولحسن الحظ، يبدو أن الهزة استغرقت 20 ثانية فقط. فإذا كانت أطول، فالتأثير سيكون أسوأ بكثير.

المصدر : صنداي تايمز