“الداخل مفقود والخارج مولود”.. رسالة جديدة من معتقلي سجن بدر في مصر

افتُتح مجمع سجون بدر بعد مدة وجيزة من إطلاق السلطات "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" (غيتي)

كشفت رسالة جديدة من سجن “بدر 3” شديد الحراسة في مصر، عن استمرار الأوضاع “السيئة” التي يعاني منها أكثر من 500 معتقل هناك، وذلك رغم مرور أكثر من 4 أشهر على قيام المعتقلين بتهدئة الأجواء على أمل تحسين أحوال السجن.

وعنونت الرسالة التي تداولها ناشطون وحقوقيون، الجمعة، بـ”بيان للرأي العام عن كارثة بدر 3″، مشيرة إلى تقدم المعتقلين بمذكرة جماعية لإدارة السجن يحتجون فيها على تردى الأوضاع في السجن، و”عدم تنفيذ أي من الوعود البراقة التي أقسم مسؤولو الداخلية على تنفيذها، وأولها فتح الزيارة بشكل طبيعي ولكل المعتقلين في السجن، وأن تكون الزيارة مثلها مثل باقي السجون الأخرى، وكذلك التريض والتشميس بالإضافة إلى خدمات السجن السيئة للغاية وملفات التعيين الميري وكافتيريا وكانتين السجن”.

وأكد المعتقلون في مذكرتهم الجماعية أن “استمرار الوضع على ما هو عليه سوف يؤدي لانفجار السجن الذي يعيش على صفيح ساخن خاصة بعد التعامل الخشن الذي تم مع قطاع 2، الذي يضم قيادات الإخوان وعددًا من قيادات الجماعات الإسلامية الأخرى”.

وتم إيداع كل من الدكتور عبد الرحمن البر (قيادي بجماعة الإخوان)، وأسامة ياسين (وزير سابق)، وخالد الأزهري (وزير سابق)، وعمرو زكي وآخرين، في “زنازين التأديب”، وأعمار الواحد منهم تتجاوز الستين.

وأشار المعتقلون إلى أن الزيارة لم تزد مدتها على (20 دقيقة)، موضحين أنها تتم من خلال حائل زجاجي وسماعة هاتف، ولا يسمح لهم بمصافحة ذويهم فضلًا عن الجلوس معهم كما هو الحال في باقي السجون.

كما أكدوا أن الزيارة لا يسمح بها إلا مرة واحدة فقط كل شهرين، وهو ما يخالف لوائح السجون التي تنص على أن زيارة الحبس الاحتياطي تتم كل أسبوع ولمدة لا تقل عن (45 دقيقة) دون وجود حائل.

وفيما يتعلق بالخدمات الصحية، أكد المعتقلون في الرسالة أنها تعاني من كارثة حقيقية نظرًا لغياب تخصصات (العظام والجراحة والباطنة والمخ والأعصاب والرمد والجلدية) بشكل كامل، وأشاروا إلى أنه لا يوجد في السجن إلا طبيب قلب وآخر للمسالك البولية، وأنهما هما اللذان يقومان بالكشف على المرضى كلهم في الحالات جميعها، بالإضافة لعدم وجود أدوية بشكل دائم.

وتابعوا “أما المركز الطبي العالمي الذي قالت عنه الداخلية فإنه يعاني من إهمال ليس له مثيل، وكثير من العمليات التي أجراها المعتقلون فشلت وحدث بعدها مضاعفات خطيرة للمرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحات، مما جعل الجميع يرفع شعار (الداخل للمركز مفقود والخارج منه مولود)”.

وكشف المعتقلون في الرسالة، أن مصلحة السجون خدعت منظمات حقوق الإنسان التي أرادت زيارة منطقة سجون بدر فرتبت لهم زيارة لـ(بدر 2) الخاص بالمسجونين في قضايا جنائية، ورفضت قيامهم بزيارة (بدر 3) الذي يعاني معتقلوه من أزمة مستمرة لأكثر من 7 شهور.

وحمّل المعتقلون ضابط الأمن الوطني المشرف على منطقة سجون بدر والعاشر من رمضان، والضابط المسؤول عن سجن (بدر 3)، المسؤولية كاملة “لعدم حلحلة الأوضاع نتيجة عنادهم المستمر وتعاليهم في التعامل مع المعتقلين والدعم غير المحدود الذي يتلقونه من وزارة الداخلية”.

وطالب المعتقلون منظمات حقوق الإنسان بإجراء “زيارة مفاجئة لسجن (بدر 3) وعدم الرضوخ لتلاعب مصلحة السجون بهم”، كما طالبوا لجنة الحوار الوطني التي تتحدث باستمرار عن إطلاق سراح المعتقلين، بزيارة عاجلة للسجن “للوقوف على حقيقة أوضاع المعتقلين وكشف خداع النظام المصري لهم”.

وفي المقابل نفى المحامي بمحكمة النقض المصرية عصام عجاج صحة الأحاديث المتواترة عن تعذيب المعتقلين داخل السجون المصرية أو سوء أوضاعهم.

وقال عجاج في مقابلة مع (المسائية) عبر الجزيرة مباشر “سجن بدر سجن نموذجي، وقد تم إنشاؤه لتحسين أوضاع المسجونين”.

وتابع “يوجد مجلس نواب وبه نواب معارضون ويقومون بالانتقال مع لجنة حقوق الإنسان لتفتيش كل السجون بصفة مستمرة”.

وافتُتح مجمعا سجون بدر ووادي النطرون بعد مدة وجيزة من إطلاق السلطات “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” في سبتمبر/أيلول 2021، وبدأت السلطات منتصف العام الماضي نقل السجناء من مجمع سجون طرة إلى المرافق الجديدة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل