الأزمة الاقتصادية تدفع لبنانيين إلى تعليم أبنائهم في المنازل (فيديو)

اشتكى مواطنون بمدينة طرابلس في لبنان من أسعار الكتب المدرسية التي أصبحت تباع بالدولار بدل الليرة اللبنانية التي فقدت قيمتها بشكل كبير.

وقال أولياء أمور لكاميرا الجزيرة مباشر إنهم ما زالوا يتقاضون رواتبهم بالعملة المحلية في حين يشترون كل شيء بالدولار، وقد زادت -بحسب قولهم- أسعار الكتب ومستلزمات القرطاسية.

ويُقبل اللبنانيون على دخول مدرسي جديد وسط أزمة اقتصادية خانقة، وتوقعات بتراجع مستوى التعليم وارتفاع الهدر المدرسي في ظل الأوضاع الصعبة لأولياء الأمور.

وقال مواطنون للجزيرة مباشر، إنهم اضطروا إلى نقل أبنائهم من المدارس الخاصة إلى العمومية، بسبب ارتفاع أسعار الأولى، خصوصا الأسر التي لديها أكثر من طفل أو طفلين.

وذهب بعض المتحدثين إلى أن أُسرا محدودة الدخل أو فقيرة في لبنان قررت تعليم أبنائها في المنازل، بسبب عدم قدرتها على توفير تكلفة الكتب والأدوات المدرسية.

وقال أحد الآباء وهو في قرطاسية بطرابلس، إنه توجه لشراء الكتب المستعملة لأبنائه حتى يتمكن من تعليمهم، خصوصا أنه أب لـ4 أطفال. وأفاد أب آخر أنه مضطر إلى شراء الكتب وإن كان سعرها مرتفعا، حتى يتعلم أطفاله.

ورجحت معلمة للجزيرة مباشر أن يُحرم بعض التلاميذ من التعليم هذه السنة، مع إغلاق عدد من المدارس لأبوابها وإضرابات المعلمين بسبب عدم الزيادة في أجورهم، وأرجعت الأزمة إلى الوضع الاقتصادي أساسا.

صاحب القرطاسية كان له رأي آخر، إذ اعتبر أن الأزمة في لبنان سياسية أساسا، إذ يشتري الآباء المستلزمات الدراسية لأبنائهم وإن كانت أسعارها مرتفعة وبالدولار، دون احتجاج على ذلك.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) من كارثة تعليمية في لبنان بسبب انقطاع الأطفال عن التعليم، نتيجة إغلاق المدارس الرسمية وإضراب المعلمين طلبًا لتحسين أوضاعهم، موضحة أنه إن لم تفتح المدارس بسرعة، فإن الآثار الفورية والطويلة المدى على التعلم والازدهار المستقبلي ستكون خطيرة.

وحثت اليونيسف الحكومة اللبنانية على إعطاء الأولوية لحلول طويلة الأجل من خلال ميزانية الدولة لعام 2023، واتخاذ خطوات لدعم المعلمين وتحديد دخل لهم يحفظ كرامتهم ويساعد الأطفال على تعليم جيد وآمن وشامل.

المصدر : الجزيرة مباشر