“قصر الباشا”.. معلم تاريخي في غزة حوله القصف الإسرائيلي إلى ركام (فيديو)

لم يبق من أسواره الضخمة إلا حجارة متناثرة هنا وهناك، قصر الباشا التاريخي -الذي يعدّ معلما من معالم التراث الفلسطيني يمثل تاريخًا ممتدًّا من العصر المملوكي- لم يسلم من نيران الاحتلال وصواريخه.

وكان القصر، متحفا يضم قطعًا أثرية فريدة ترجع إلى العصور “اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية” من عام 1260 إلى عام 1917، ونسفته قوات الاحتلال تاركة الفلسطينيين يقفون على أطلال تاريخهم المهدر وحاضرهم المرّ.

قصر الباشا كان وجهة للزوار باعتباره معلما من معالم فلسطين التاريخية

“الحجر والشجر والطفل”

يتساءل أبو جمال أحمد، وهو أحد سكان المناطق المجاورة للقصر، مستنكرا “الحجر والشجر والطفل إيش ذنبهم؟”، مؤكدا أنه رغم كل ما جرى لغزة وأهلها فسيبقى الفلسطيني صامدا.

وكان القصر يحوي آثارا عريقة وصناعات يدوية، ويرتاده الزوار الأجانب إضافة إلى المقيمين، وذلك لما يمثله من رمز للأصالة وتجسيد لتاريخ الشعب الفلسطيني.

ووجه، أبو جمال أحمد رسالة إلى العالم لنصرة الشعب الفلسطيني، وقال “بيكفي.. بيكفي انصروا الشعب الفلسطيني.. احنا بدنا نعيش.. بدنا استقلال وسلام.. بدنا سلام”.

قصر الباشا تحول إلى ركام جراء القصف الإسرائيلي

طمس معالم غزة

أما أبو ياسر هلال، وهو أحد سكان شمال غزة، فقد استنكر إمعان الاحتلال الإسرائيلي في طمس معالم غزة وتشويه الهوية التاريخية للفلسطينيين بقصفه المواقع الأثرية.

وتساءل “إيش الهم في قصر الباشا؟ هذا تراث غزة وحضارة فلسطين.. إيش كانت بتعمل لهم إيش كانت بتمثل لهم وإيش فيها كانت.. طلع منها صواريخ؟ ولا كان فيها مقاومة هذه؟.. حسبي الله ونعم الوكيل”.

وفي إصرار، يقول هلال إنه رغم محاولة الاحتلال لطمس المعالم الفلسطينية ستشيدها مجددا الأجيال القادمة.

أهالي غزة يتحسرون على القصر الذي كان معلما تاريخيا

حسرة على القصر

أما أبو محمد حبيب، وهو أحد العاملين السابقين بالقصر، فقد استذكر بحسرة أيام العمل بهذا القصر التاريخي، وقال إنه لا يوجد مبرر أبدا للاحتلال في تدمير مثل هذه المعالم.

وقصر الباشا كان قبل أن يتحول ركاما وجهة لآلاف الزوار سنويا، باعتباره معلما من معالم فلسطين التاريخية، لكنه اليوم يكشف وجها آخر من حروب إسرائيل الكثيرة، هو حربها على التراث والتاريخ الفلسطيني العريق.

المصدر : الجزيرة مباشر