“هل تسمعوننا؟”.. حركة عالمية تسعى لكسر جدار الصمت عن غزة (فيديو)

على واجهة متحف (الملكة صوفيا) المركزي الوطني للفنون، رفع ناشطون في العاصمة الإسبانية مدريد صورة مرسومة لطفل مغطى بالرماد، يبكي جرّاء إصابة في رأسه يسيل منها الدماء بعد قصف إسرائيلي على منطقة سكنية.

وتتذيل الصورة بسؤال بلاغي يقول “هل تسمعوننا؟” في إشارة إلى علو بكاء الطفل المتألم، وكناية عن ضعف ردود الفعل الرسمية والشعبية تجاه المجازر المستمرة لأكثر من 100 يوم بحق الفلسطينيين في غزة.

صورة الطفل التي التقطها المصور الفلسطيني بلال خالد، لفّت العالم رغم الحصار المشدد على قطاع غزة، إذ تولت نشرها مبادرة Unmute Gaza “لا تُخرسوا غزة” الإنسانية المعنية بنشر الوعي بشأن العدوان الإسرائيلي، ونشرتها ضمن سلسلة صور فنية تجسد أوجاع الشعب الفلسطيني وجروحه.

مبادرة يقول القائمون عليها للجزيرة مباشر إنها تهدف إلى كسر الصمت السائد من خلال الفن، بوصفه أداة قوية وجذابة لإثارة الحوارات وتحفيز العمل، كما “يُعيد ربط الشعوب بإنسانيتها المشتركة في لحظة حيوية من الانقسام المخيف، ويملك القدرة على خلق الوعي ورفع الضمير”.

(الجزيرة مباشر)
عمل فني لـ “Escif” مقتبس من صورة للمصور محمود بسام – تصوير نعمة طاهري

أضاف المؤسسون أنهم -كونهم غربيين- يستنكرون “الصمت المؤلم” في بلدانهم من الحكومات إلى وسائل الإعلام بشأن “الإبادة الجماعية” في غزة، لافتين إلى أن المبادرة هي إيماءة لرفض التواطؤ، وتسجيل لموقف حقوقي يقول “نحن لا نوافق، نحن لا نشارك، نحن لا نغض النظر”.

من حارات غزة إلى شوارع العالم

اعتمدت المبادرة -وفقًا لمنظميها- على دعم وتضخيم صوت الصحفيين الفوتوغرافيين الفلسطينيين على الأرض، بصفتهم يلتزمون بأخلاقيات المهنة ويتحدثون بلسان الحقيقة دون تعديل أو تزييف، في ظل التخوف من أخطار نشر المعلومات الكاذبة والأخبار المفبركة إضافة إلى تقييد دخول الصحافة الدولية وفرض العزلة على القطاع. فبدأت المبادرة في بناء جسر بين الفنانين حول العالم والصحفيين في غزة، لتحويل رؤيتهم إلى عدسة فنية، تتميّز بتوقيع رمزي يشير إلى الوضع الصامت.

الحركة التي استهلت نشاطها رقميًّا، سرعان ما نَمَت في وقت قياسي لتدل على الإحباطات المشتركة بين الشعوب، وأكسبها استقلالها عن أي تمويل مصداقية لدى متابعيها. فحسب مؤسسيها، كانت الاستجابة إيجابية بشكل هائل، إذ أطلق المشروع أعمال 24 فنانًا مشاركًا، دخلت 30 دولة و83 مدينة خلال الشهرين الماضيين.

(الجزيرة مباشر)
عمل فني لـ”Sainer” مقتبس من صورة للمصور محمود بسام – تصوير: Fruit of the Lump

ورغم رفع أعمال المبادرة في متحف (الملكة صوفيا) في مدريد ومتحف (جوجنهايم) في نيويورك، فإنها تعُد الشوارع محلها الرئيسي والاستثنائي، لاتصالها بشريحة أكبر من البشر، وتسهيلها الدخول في حوار مع وجهات نظر مختلفة، وتبعًا لذلك تتيح المبادرة على موقعها تنزيل هذه الأعمال مجانًا لتُطبع وتُلصق في جميع أنحاء العالم.

إقبال متزايد

وتزايدت طباعة الصور ورفعها في التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري في غزة، واتسع نطاق المبادرة في جميع القارات، من أوسلو شمالًا إلى ملبورن جنوبًا، ومن مومباي شرقًا إلى لندن غربًا، وألصق المشاركون الصور المطبوعة على نوافذ سياراتهم، وداخل دور العبادة، وعلى جدران المنازل واللوحات الإعلانية، كما تضامنت المحال والمتاجر بتأطير الملصقات بعد رؤية الإقبال الكبير على توزيعها.

(الصحافة الإسبانية)
عمل فني لشيبرد فيري مستوحى من صورة لبلال خالد.. تصوير: Greenpeace / Mario Gomez

 

المصدر : الجزيرة مباشر