مقال في التايمز: هذا هو الفخ الذي نصبته حماس لإسرائيل في رفح

مقاتلون من كتائب القسام (غيتي - أرشيفية)

قال وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ إن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرى أن الهجوم على رفح هو الطريق الوحيد إلى النصر على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع وصعود جيل جديد من حماس، مؤكدا أن أي هجوم إسرائيلي متوقع سيكون خطأ قاتلا.

وأضاف هيغ في مقال رأي نُشر بصحيفة التايمز أن الهجوم العسكري الشامل على رفح لن يحقق “النصر المطلق” الذي وعد به نتنياهو، ولكنه سيُضعف أمن إسرائيل على المدى الطويل.

وحذر هيغ قائلا “هذا هو الفخ الذي نصبته حماس لإسرائيل، ويبدو أن نتنياهو مُصر على ابتلاع الطعم”.

وأضاف أن حركة حماس إلى جانب توفرها على جيش منظم ومنضبط، فإن هذا الجيش مكون من 24 كتيبة من المقاتلين، وتزعم إسرائيل أنها دمرت 18 منها.

وأوضح هيغ أن رؤية نتنياهو تقول إن الكتائب الأربع المتبقية في رفح يمكن القضاء عليها بسهولة، لكن التجارب السابقة أكدت أن هزيمة الكتائب العسكرية ليس نهائيا، وأنها قادرة على الظهور من تحت الأنقاض بأكبر عدد من المجندين.

وأشار الكاتب إلى ما وقع في العراق وأفغانستان، وكيف أن الإسرائيليين أنفسهم اضطروا في نهاية المطاف إلى الانسحاب من لبنان عام 2000، تاركين وراءهم خصما عسكريا أقوى.

وقال “لقد أصبح حزب الله الآن يشكل تهديدا أكبر من أي وقت مضى”.

نتنياهو يصر على أهداف غير قابلة للتحقيق من الحرب في غزة
نتنياهو يصر على أهداف غير قابلة للتحقيق من الحرب في غزة (رويترز)

وأضاف هيغ “من الممكن تحقيق النصر المطلق على جيش نظامي في ساحة المعركة، ولكن ليس على حركة تمرد تستمد قوتها من فكرة متجذرة وسط الناس”.

وقال “بالرغم من أن كتائب حماس الأربع تُمثل إغراء قويا لحكومة الحرب الإسرائيلية، فإن الأيتام في غزة الذين يُقدَّر عددهم بنحو 17 ألفا قد يشكلون كتائب حماس الأكبر حجما في المستقبل”.

وخلص وزير الخارجة البريطاني السابق إلى أن القرار الذي ستتخذه إسرائيل بشأن ما يجب القيام به بشأن رفح، يُمثل اللحظة الاستراتيجية الأكثر أهمية منذ بدء الحرب في غزة، مضيفا أنه يُمثل خيارا حاسما بين تيار إسرائيلي يرى أن السلام مع الفلسطينيين غير قابل للحياة وأن الصراع وحده هو الذي سينجح، وتيار آخر يؤكد ضرورة ترك مساحة لحل الدولتين، وإلا فلن يكون هناك أبدا سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سواء الآن أو في المستقبل.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة التايمز