ديفيد هيرست: إسرائيل في طريقها لهزيمة استراتيجية

الكاتب والصحفي البريطاني ديفيد هيرست (ميدل إيست آي)

قال الكاتب والصحفي البريطاني ديفيد هيرست إن إسرائيل تواجه خلال حربها على قطاع غزة مجموعة من العقبات، أهمها خسارتها للرأي العام الغربي وزيادة معدلات التوتر مع داعميها الرئيسيين، ولذلك فهي تسير باتجاه حصد هزيمة استراتجية كبرى، على حد وصفه.

وأضاف هيرست في مقال نُشر على موقعه (ميدل إيست آي) أن داعمي إسرائيل من الدول الغربية اليوم أُجبروا على رؤية الفظائع الكاملة للجرائم التي تُرتكب في حملة وصفوها قبل 5 أشهر بأنها “عادلة”، حتى أن السيناتور الأمريكي المعروف بانتقاده لإسرائيل بيرني ساندرز قال قبل 5 أشهر إن “الحرب ضد حماس كانت عادلة”.

وتابع هيرست أن درجة الوحشية والبهجة التي أظهرها الجنود الإسرائيليون أثناء قيامهم بعمليات القتل اليومية وتجويع غزة، أدخلت إسرائيل إلى “نادي نخبة الدول المنبوذة”.

وأضاف أنه بذلك “لم تعد إسرائيل موطنا لشعب محاصر مضطهد في جميع أنحاء العالم لآلاف السنين، بل أصبحت مكانا للتفوق اليهودي الذي يُعَد الوريث الطبيعي للعنصريين البيض”.

ووقف صاحب المقال عند قضية تراجع دعم الجيل الجديد في الولايات المتحدة وبريطانيا لإسرائيل، موضحا أنه بات من الصعب دعم حكومة تستهزئ باتفاقية الإبادة الجماعية، وتقوم بتجويع السكان تحت الاحتلال، وتقتل الأمهات والأطفال العزل حسب المزاج.

ضربات من الداخل

وقال هيرست إن محاولات بنيامين نتنياهو إبقاء الحرب مستمرة لأطول مدة ممكنة لا تحظى بالدعم في الداخل الإسرائيلي، وإن اثنين من كبار أعضاء مجلس الحرب عبّروا علنا عن معارضتهم للرغبات الشخصية لرئيس الوزراء من خلال عدم تفاعلهما إيجابا مع مشروع قانون عسكري جديد متعلق بكيفية تنظيم إعفاء طلاب المدارس الدينية من التجنيد الإجباري.

وأضاف أن الزيارة غير المصرح بها التي قام بها الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أظهرت حالة الضعف السياسي الذي يعانيه نتنياهو، مشيرا إلى أن التصريح الأخير الذي أدلى به الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين يتسحاق يوسف زاد من تأزيم وضع نتنياهو، وأظهر فشله في تحقيق رهاناته الكبرى في الحرب على غزة، على حد وصفه.

القادة الجدد

وأكد هيرست أنه على الرغم من أن الحملة العسكرية المستمرة في غزة أدت إلى إضعاف حماس كقوة مقاتلة، فإن أعضاء قيادة حماس أكدوا قدرتهم على الاستمرار.

وأضاف أن ثقتهم في المستقبل وقدرتهم على تشكيل مستقبل فلسطين وقيادتها من قائمة السجناء الذين سيُطلَق سراحهم مقابل الرهائن الإسرائيليين المتبقين، ستشكل تحولا مهما في مستقبل القضية الفلسطينية.

وقال إن إطلاق سراح زعيم حركة فتح مراون البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات والقائد العسكري لحركة حماس عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد أحد قادة الانتفاضة الثانية سيكون هزة استراتيجية للقيادة الفلسطينية بفصائلها القومية العلمانية والإسلامية ونهاية للسلطة الفلسطينية التي تتعاون مع الاحتلال. وفي المقابل، سيشكل ذلك بالنسبة لإسرائيل هزيمة استراتيجية ونهاية الصراع الذي امتد أكثر من 75 عاما، على حد وصفه.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي