رغم الفرح بحلول رمضان.. لماذا خيم الحزن على المدينة العتيقة في تونس؟

“لو كانت غزة بجوار تونس لساعدناهم، دون خشية الرصاص، ولاقتسمنا معهم قوتنا”.. لم يملك حسين الفضلاوي، صاحب محل الكتب الدينية في المدنية العتيقة بتونس، سوى هذه الكلمات ليعبّر عن إحساسه بالعجز عن مساعدة ونصرة أهل غزة.

ومضى الفضلاوي في حديثه للجزيرة مباشر قائلًا “أجسادنا هنا وأرواحنا في غزة، قلوبنا معهم، نحس بألم كبير من أجلهم، ندعو الله أن يغفر لنا تقصيرنا”.

ويخيم شعور التضامن مع غزة على الأجواء في المدينة العتيقة بتونس، خصوصًا في شهر رمضان الذي يجتمع فيه التراث والروحانية والاحتفال، لكن هذا العام الفرحة منقوصة بسبب الحرب على غزة، وهذا ما عبّر عنه عصام بكير، بائع مستلزمات الأفراح، قائلًا “رمضان جاء هذه السنة مع شيء من المرارة بسبب الحرب على غزة”.

لكن بكير أكد أيضًا أن الحق سينتصر “إخواننا يحاربون من أجل الحق، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، فقد فعل المقاومون ما لم تقدر عليه الجيوش، آتاهم الله الصبر”.

الأجواء الرمضانية تغيرت

وتغيرت الأجواء الرمضانية في المدينة العتيقة عبر العصور، حسبما وصف علي الشماخي، صاحب معرض تراث المدينة العتيقة، قائلًا “قد كانت المحلات تفتح ليلًا في النصف الثاني من الشهر الفضيل سابقًا، ليتسنى للناس شراء ملابس العيد والفواكه المجففة وحلويات الاحتفال، وكانت الأجواء آنذاك أكثر عائلية مع جانب أكبر من الاحترام والأخلاق، حتى أن أسعار المقاهي كانت في متناول الجميع”.

ولم ينس الشماخي، الحديث عن غزة، داعيًا إلى بذل الجهود لإيجاد طرق لمساعدة أهل غزة في وضعهم المؤلم.

ووصف إبراهيم نافع، صانع الشواشي الحرفي العريق، الذي يمارس حرفته منذ 50 عامًا في أروقة المدينة العتيقة، أجواء شهر رمضان بأنها تجمع لزائر المدينة العتيقة بين متعة العبادة والترفيه”.

وأضاف نافع “هذا العام تتجه القلوب لفلسطين، والدعوات بأن يفرج الله همهم”، وختم بقوله “إن شاء الله يعود شهر رمضان وفلسطين وتونس وكل الأمة العربية بخير”.

المصدر : الجزيرة مباشر