“صوت طفلي تحت الركام كابوس يطاردني”.. فلسطينية تروي أقسى ما عاشته في الحرب (فيديو)

“صوت طفلي تحت الركام، كابوس مازال يطاردني، وسيلازمني بقية العمر”، بهذه الكلمات عبرت الأم الفلسطينية “سالي الضرة” عن أكثر اللحظات التي شهدتها مأساوية في حياتها.

انقلبت حياة الشابة الفلسطينية وأسرتها رأسا على عقب في 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في يوم تقول إنه لن يفارق ذاكرتها لما عاشته من ألم “يتردد صدى الصراخ في مسمعي، سألوني وأنا تحت الركام مين عايش؟ جاوبتهم أنا ابنة أبو رامي الضرة، أنقذونا”.

وتابعت سالي في حديثها للجزيرة مباشر “من جهة أخرى سمعت صوت طفلي الصغير فراس من بين الركام يصرخ بأعلى صوته (ماما خديني) لم أتخيل يومًا أن هذا الكابوس سيلازمني بقية العمر”.

أردفت سالي الضرة: “كلهم راحوا مرة واحدة، والدي حبيبي وصاحبي، والدتي، وشقيقتي التي أتت من السودان قبل 10 شهور، وأخي الأصغر، وسندي الأكبر زوجي، وفلذات كبدي ابنتي زين ويسر الذي أكرمني بهم الله بعد حرمان وشوق طويل الأمد”.

وعن أكثر اللحظات إيلاماً قالت سالي “قبل استشهاد زوجي ببضع ساعات وفر لي مبلغًا من المال، ليبقى معي بعد استشهاده، وكأنه يعلم أنه سيفارقني، كان يؤمن لي كل شيء، كان يحكي لي بس بدي تكوني مبسوطة يا سالي”.

وعن شعورها بعد فقدها لشريك حياتها، قالت سالي بألم واضح، إنها تشعر بشلل تام في حياتها، وكأن العالم متوقف “عندما استشهد زوجي أحسست ببلاطة على صدري، لم أقوى على البكاء حينها، وكأن شيئا أسكتني”

أضافت سالي الضرة للجزيرة مباشر “أنا زعلانة لأنه راح وما قدرت أودعه زي الناس، ولا أقرأ عليه قرآن، حاسة حالي تايهة بدونه، وأتمنى ألحق به عما قريب”.

كما تحدثت سالي عن شعورها بمسؤولية كبيرة تقع على عاتقها، بعد فقدانها لزوجها: “فجأة حسيت حالي أنا المسؤولة عن كل اشي أفكر بأخوي المصاب وابني فراس”.

ووصفت الأم الفلسطينية المفجوعة بعائلتها آلة الحرب الإسرائيلية التي قصفت كل المساجد، فعم الصمت كل المناطق، مضيفة “اقترحت والدتي رحمها الله على ابني فراس، بأن يأذن في الشارع، وبدأ والده بتلقينه الآذان حتى أصبح يلقب بالمؤذن الصغير”.

من جانبه، قال أحمد الضرة إنه ظل تحت الركام بعد استهداف منزله منذ الثالثة فجرًا حتى الساعة العاشرة مساءًا مع معاناة بسبب نزيف حاد في قدمه.

واستكمل أحمد حديثه: “بعد تشخيص حالتي قال لي الأطباء إن القدمين الاثنتين بهما كسور شديدة، ويجب وضع البلاتين فيهما، ولكن تعرضت لخطأ طبي أدى لبتر قدمي اليسرى”.

كما أشار أحمد الضرة إلى أن جراحه الجسدية بحاجة إلى تغذية جيدة “ولكن في ظل الأوضاع الحالية لم أتلق طيلة يومي غير ثلاث تمرات فقط، ونتيجة الخوف الشديد تفاجأت بإصابتي بمرض السكري”.

وعن حياته قبل الحرب، يقول أحمد إنها كانت مليئة بالحركة، إذ كان يعمل ما يزيد عن 12 ساعة حتى يستطيع تأمين احتياجات عائلته، خاتمًا حديثه بالقول “كنت أتمنى دومًا أن أكون أب ولكن الأن أتمنى أن أرى ابني تميم الذي ولد لم أره حتى هذه اللحظة لكي أؤذن في أذنه”.

المصدر : الجزيرة مباشر