عسكريون أمريكيون يتمركزون على متن سفينة بريطانية لبناء رصيف غزة وفلسطينيون يشككون (فيديو)

أظهرت صورة بالقمر الصناعي، مؤرخة يوم الثلاثاء الماضي، ما يُعتقد أنه رصيف هبوط أمريكي على ساحل غزة.

وقال البنتاغون أمس الجمعة، إن الجيش الأمريكي بدأ بناء رصيف بحري سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، في خطوة كانت متوقعة، ومن المقرر أن يبدأ الرصيف العمل بحلول أوائل مايو/أيار.

وفي مارس/آذار، أعلن الرئيس جو بايدن أن الجيش سيبني ميناء مؤقتا على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة لتلقي المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.

ويأتي البناء في إطار محاولة لتجنب المجاعة في القطاع الفلسطيني بعد نحو سبعة أشهر من الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد غزة التي دمرت القطاع الصغير، وأغرقت سكانه البالغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة في كارثة إنسانية.

سفينة الدعم البحرية “كارديغن باي” التابعة للأسطول الملكي البريطاني (الفرنسية)

شكوك بشأن الدوافع

وفي مقابلة مع رويترز، عبّر أحمد الحداد أحد سكان غزة عن شكوكه بشأن الدوافع وراء البناء الجديد، وقال “قضية الميناء هذه هي قضية خلقوها ليتمكنوا من تحقيق دوافع أخرى لديهم”.

وجزم بأنه من المستحيل أن يكون الهدف هو المساعدة، وقال “مستحيل. يمكن القول إنهم جشعون للغاز الموجود هنا، ومن المحتمل أن يكون الأمر لأسباب أخرى لم يعلنها الأمريكيون، لكن فكرة أن الأمر يتعلق بالمساعدات فهي بعيدة كل البعد عن الواقع”.

أمّا (أم نادي) من سكان غزة فتقول “نتمنى هذا الميناء، وندعو الله أن يكون الميناء تحت السيطرة الفلسطينية وعليهم أن يديروه، ولا نريد أحدا مثل أمريكا أو أن تديره إسرائيل”.

وأضافت “إذا فتحنا ميناء فنحن شعب متعلم، ومعظم شعبنا متعلمون، لماذا لا نستطيع السيطرة عليه؟ لماذا يتعين علينا أن نسمح للأجانب بالسيطرة عليه؟ بالتأكيد سيسيطرون عليه، ويفعلون ما يحلو لهم”.

قد يقتلهم الجوع .. برنامج الغذاء العالمي يحذر من أن سوء التغذية الحاد يهدد حياة أطفال غزة
قد يقتلهم الجوع .. برنامج الغذاء العالمي يحذر من أن سوء التغذية الحاد يهدد حياة أطفال غزة (رويترز)

أمريكيون يتمركزون على سفينة بريطانية

وأبحرت من قبرص سفينة دعم بريطانية سيتمركز على متنها مئات العسكريين الأمريكيين للمشاركة في بناء رصيف بحري في غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصدر عسكري اليوم السبت.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن بناء الرصيف بدأ يوم الخميس، ويُفترض أن يكون جاهزا للعمل “بدءا من مطلع مايو”.

وتقول الولايات المتحدة إن القدرة التشغيلية لهذه المنصة ستكون في البداية 90 شاحنة مساعدات ثم 150 شاحنة يوميا، وستصل المساعدات أولا إلى قبرص حيث ستخضع للتدقيق ثم سيجري إعدادها لنقلها إلى غزة.

وشدد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في بيان على الدور “الأساسي” لطاقم سفينة الدعم كارديغن باي التابعة للأسطول الملكي “في إسهام المملكة المتحدة في زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

“لن تحل المشكلة في غزة”

وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية أن مبادرات من هذا النوع لا يمكن أن تحل محل زيادة كبيرة في دخول المساعدات الإنسانية عن طريق البر الى القطاع المحاصر حيث يهدد خطر المجاعة أكثر من مليوني شخص.

كما أنها غير مجدية مع النقص الحاد في التجهيزات الطبية وخروج غالبية المرافق الصحية عن الخدمة جراء الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل منذ نحو سبعة أشهر على قطاع غزة.

وتسببت عملية عسكرية إسرائيلية واسعة ردا على الهجوم في كارثة إنسانية، وخلفت أكثر من 34 ألف شهيد في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء.

المصدر : الفرنسية + رويترز