منتج فيلم “احتلال العقل الأمريكي”: هكذا فشل الإعلام في رواية أحداث ما بعد 7 أكتوبر

كولومبيا وتشيلي يعترضان علي المجازر التي تركتبها اسرائيل في غزة وتستدعيان سفيريهما
دول غربية اعترضت على المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وطالبت بالقصاص (الأناضول)

أفادت مجلة (ذا نيشن) الأمريكية بأن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة اعتمدت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مجموعة خاصة من القواعد الإعلامية في تغطيتها للحرب الشاملة التي تُشن ضد المدنيين في قطاع غزة.

وأضافت المجلة أنه مع مقتل نحو 35 ألف شخص، وفقد عدد غير مسبوق من الأطفال لأطرافهم، وأكثر من مليون شخص معرضين لخطر المجاعة، فإن هناك حاجة ملحة إلى فك رموز التعتيم الإعلامي على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، خاصة بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمزعن القيود اللغوية المفروضة على الصحفيين والكُتاب في تناولهم للهجمات العسكرية الحالية على غزة.

وللوقوف على طبيعة ووظيفة التعتيم الإعلامي المعتمد في وسائل الإعلام الأمريكية، التقت المجلة مع المنتج التنفيذي للفيلم الوثائقي “احتلال العقل الأمريكي” سوت جهالي، لمناقشة تغطية وسائل الإعلام الأمريكية للحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة.

وتناول الوثائقي الذي أنتجته مؤسسة التعليم الإعلامي عام 2016، الطرق التي تتشكل بها الدعاية الإعلامية من قبل حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة حول احتلال الأراضي الفلسطينية والتغطية الإعلامية الأمريكية للأوضاع الميدانية.

وقالت المجلة إن التحليل اللاذع الذي قدمه الفيلم لفهم الوضع في فلسطين، جعل المشرفين عليه عرضة لاتهامات من قبيل معاداة السامية، لكن ذلك لم يمنع من اعتبار منتج الفيلم سوت جهالي من أهم الخبراء في كيفية تشكيل وسائل الإعلام الأمريكية للسردية الإسرائيلية وحربها ضد الفلسطينيين.

تعتيم ممنهج

وقال منتج الفيلم سوت جهالي الذي يشغل منصب أستاذ التواصل بجامعة ماساتشوستس والمؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة التعليم الإعلامي، إن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين تمكنوا طوال العقود الماضية من بث الدعاية المؤيدة لإسرائيل بشكل روتيني عبر وسائل الإعلام الرئيسية دون وجود أي نوع من المعارضة أو النقاش الحقيقي.

وأضاف “منذ 7 أكتوبر، كانت الدعاية المؤيدة لإسرائيل نشطة جدا. وقد أظهر عدد من الدراسات تحيزا ثابتا ومؤيدا لإسرائيل في الصحف الأمريكية الكبرى والبرامج الإخبارية، مما سمح للدعاية الكاذبة، مثل قصص الأطفال مقطوعي الرؤوس التي تم فضح زيفها، بالانتشار”.

أطفال في غزة مصابون جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على القطاع (رويترز)

وأوضح جهالي كيف أن صحفيين في قناة (سي إن إن) وصحيفة نيويورك تايمز قاموا بتسريب مذكرات، وأصدروا بيانات مجهولة المصدر تنتقد القيود التحريرية المفروضة على تقاريرهم، وترفض الضوابط الصارمة على أنواع اللغة المسموح لهم باستخدامها. وأوضحوا كيفية تأثير هذه القيود والضوابط على تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وخلق ميل مؤيد ومطلق لإسرائيل.

ورأى جهالي أن وسائل الإعلام الأمريكية تعتمد الدعاية ذاتها عندما يتعلق الأمر بالحروب التي تشنها الولايات المتحدة أو بدعم أمريكي، كما كان عليه الأمر في فيتنام والعراق.

 تواطؤ مقصود

وقال جهالي “لم تكن هناك تغطية متواصلة لدور الولايات المتحدة في القتل الجماعي الذي ارتكبته إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وأضاف “تواطؤ الولايات المتحدة في ارتكاب الفظائع الإسرائيلية في غزة يمكن الوقوف عليه بسهولة، خاصة إذا علمنا أن واشنطن هي من يزود إسرائيل بمعظم الأسلحة اللازمة لتنفيذ هذه الفظائع، التي تتم في الغالب بطريقة سرية وبعيدا عن الأنظار”.

وتابع “تماشيا مع التغطية الإعلامية للحروب الأخرى التي دعمتها الولايات المتحدة في الماضي، فقد وُصف مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين مرارا وتكرارا بأنه غير مقصود ومؤسف، بدلا من أن يكون نتيجة متوقعة تماما لإسقاط إسرائيل عشرات الآلاف من القنابل على المدنيين الفلسطينيين”.

وخلص منتج الوثائقي إلى أن رؤساء التحرير في المؤسسات الإعلامية الأمريكية شجعوا المراسلين على استخدام لغة خاصة ومخففة لوصف الفظائع التي تتكشف في غزة، وتجنب استخدام كلمات مثل “التطهير العرقي” و”الإبادة الجماعية” و”الأراضي المحتلة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أمريكية