“قناع بلون السماء”.. رواية الأسير باسم خندقجي تفوز بجائزة “البوكر” رغم حملة التحريض الإسرائيلية

الحرب على الرواية الفلسطينية شكّلت نهجًا ثابتًا لدى الاحتلال

رواية الأسير باسم خندقجي تحصد جائزة “البوكر” رغم حملة التحريض الإسرائيلية (وكالة الأنباء الفلسطينية)

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، مساء الأحد، عن فوز رواية “قناع بلون السماء” للكاتب الأسير باسم خندقجي في الدورة الـ17 من الجائزة لعام 2024.

وأفاد نادي الأسير، في بيان، أن المعتقل خندقجي فاز بالجائزة بعد أن كان قد تعرض لحملة تحريض واسعة من قبل الإعلام الإسرائيلي، إثر ترشح روايته لجائزة “البوكر” للرواية العربية للقائمة القصيرة قبل أشهر قليلة.

الحرب على الرواية الفلسطينية

ولفت النادي في بيانه إلى أن الحرب على الرواية الفلسطينية، شكّلت نهجًا ثابتًا لدى الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الوجود الفلسطيني، وأن إبداعات المعتقلين كانت هدفًا دائمًا لأجهزة الاحتلال، من خلال مصادرتها وملاحقتها، لا سيما وأن العملية التي تمر بها إنتاجات المعتقلين ومسار إخراجها من السّجون، شكّلت ولا تزال تشكل تحديًا لمنظومة السّجن على مدار عقود طويلة.

واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين 133 رواية، ترشحت للجائزة لدورة عام 2024، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين يوليو/تموز 2022 ويونيو/حزيران 2023. وتسلمت ناشرة الرواية رنا إدريس صاحبة دار الآداب، الجائزة بالإنابة عن الكاتب خندقجي المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

تسلمت ناشرة الرواية رنا إدريس صاحبة دار الآداب، الجائزة بالإنابة عن خندقجي (وكالة الأنباء الفلسطينية)

“الهوية الزرقاء”

والقناع المذكور في عنوان الرواية، هو إشارة إلى “الهوية الزرقاء” التي يجدها نور، عالم الآثار المقيم بمخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبه إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية متعددة الطبقات التي يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن، بحسب بيان الجائزة.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، إن فوز رواية “قناع بلون السماء” بجائزة “البوكر” للرواية العربية، هو انتصار لصوت الأحرار، وللرواية الفلسطينية التي تحارب اليوم أكثر من أي وقت مضى، في زمن الإبادة الجماعية التي تنفذ على مرأى من العالم.

وتابعت الهيئة والنادي، في بيان مشترك “هذا الفوز كجزء من مسار الأمل والصمود الذي حمله المعتقلون على مدار عقود طويلة في سبيل حرية فلسطين، والذي يأتي في وقت يواجه فيه المعتقل باسم خندقجي وآلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إجراءات انتقامية وعمليات تعذيب ومحاولات سلب غير مسبوقة بكثافتها، في إطار العدوان الشامل المستمر على شعبنا”.

وأضاف البيان “لقد ترك المعتقلون بصمة واضحة وأثرًا على صعيد الإنتاج المعرفي والأدبي الفلسطيني والعربي والعالمي، وكان باسم خندقجي من أبرز المعتقلين الذين ساهموا في ذلك، فقد أصدر عدة روايات وإنتاجات مختلفة خلال سنوات اعتقاله”.

باسم خندقجي

وخندقجي (40 عامًا) من نابلس، أُعتقل في الـ2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، وقد تعرض عقب اعتقاله لتحقيق قاسٍ وطويل، ولاحقًا حكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد 3 مرات، وقبل اعتقاله كان طالبًا في جامعة النجاح الوطنية تخصص الصحافة والإعلام.

وقد أصدر وهو في الأسر ديواني شعر، و250 مقالة وروايات أدبية عدة منها “نرجس العزلة” و”خسوف بدر الدين”، إضافة إلى روايته الأخيرة “قناع بلون السماء”، وتُرجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية.

ومنذ اعتقاله، كتب خندقجي مجموعات شعرية، من بينها “طقوس المرة الأولى” (2010)، و”أنفاس قصيدة ليلية” (2013).

وبينما أنهى الرواية الثانية “سادن المحرقة” من مشروعه “ثلاثية المرايا” يعكف خندقجي على إعداد الجزء الثالث والأخير بعنوان “شياطين مريم الجليلية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية