“مرارة الحرب أغنتنا عن مرارة القهوة”.. الصحفية نرمين حبوش تحكي عبر الذكاء الاصطناعي قصة استشهادها (فيديو)

سبقتها ابنتها للشهادة

تحكي الصحفية الفلسطينية نرمين حبوش، عبر تقنية الذكاء الاصطناعي كيف “سبقتها ابنتها للشهادة”، وكيف اغتال الاحتلال الإسرائيلي مستقبلها المهني قبل أن يغتال روحها وعائلتها الصغيرة في قطاع غزة.

تقول في رسالة بثت باللغة الإنجليزية “اسمي نرمين حبوش.. صحفية من غزة، عملت في العديد من الصحف والإذاعات الفلسطينية، كجريدة (دنيا الوطن) ومجلة (علي صوتك)، كما كنت عضوًا بمجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للإعلام، ومنسقة برامجها الإعلامية”.

تتابع “كنت مهتمة برفع وعي الشباب والفتيات في قطاع غزة فيما يخص قضايا مجتمعهم، وتوليت الإشراف على برامج التربية الإعلامية والمعلوماتية في القطاع”.

وتكمل “لم يتجاوز عمري 36 عامًا، تخلله حصار وحروب وانتفاضات.. كنا رغم الفقد والدمار، نتألم بصمت، وكانت الحكمة الربانية تلاطفنا بصبر وسكينة تؤنس وحدتنا وتشيح عنا ظلام الليل وبؤس النهار.. وكان تمسكنا بأحلامنا وآمالنا يزداد قوة وصلابة”.

“مرارة الحرب أغنتنا عن مرارة القهوة”

وتستطرد “لكن ما إن اندلعت الحرب الأخيرة، حتى تبددت الأحلام والآمال، كانت حربًا تتشابه مع غيرها من الحروب، كونها مريرة وعنيفة وحقودة، لكن شلال الدماء كان فيها أغزر، والدمار أكثر اتساعًا، والحقد أشد وطأة”.

وتزيد “كنا نبحث عن الأمل في خيوط الشمس عبر النوافذ.. نسينا عبوة القهوة في بيتنا يوم نزحنا، ولم نهتم بشراء عبوة جديدة، لأن مرارة أوجاع الأرواح التي تذهب كل يوم كانت تكفينا مرارة القهوة”.

تقول “كنت أرى أحلامي تنهار ومستقبلي المهني يتبدد تحت وطأة الحرب، لكن أكثر ما كنت أخاف عليه، كانت طفلتي الوحيدة (ليان)”.

وتضيف “وفي يوم الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبينما كان الناس في كل مكان في العالم يتهيؤون لاستقبال عام جديد محمل بالأمل، كانت الأوضاع في غزة مختلفة”.

وتتابع “حملت طائرة إسرائيلية إلينا هدايا العام الجديد، إلا أنه في هذا العام لم يحضر بابا نويل الهدايا، وإنما أحضرها شيطان القتل الهمجي”.

وتختم حكايتها من العالم الافتراضي “ألقت الطائرة حمولتها فوق منزل عائلتي، فكانت حبيبتي ليان أول الراحلين، وبعد يوم من الأوجاع لحقت بها أنا وأمي والكثير من أفراد العائلة.. وهل كنا ننتظر من شيطان القتل هدايا غير ذلك؟”.

المصدر : الجزيرة مباشر