استقالات واعتزال العمل السياسي.. زعماء مسلمون في الهند يشعرون بالتهميش

يزداد شعور الزعماء المسلمين في الهند بالتهميش في مواقع النفوذ السياسي، إذ تسعى سياسات النظام الحالي، التي تعطي الأولوية لمصالح الأغلبية الهندوسية، إلى تقليل الأهمية السياسية للمسلمين.

ورغم وجود قادة مسلمين بارزين تاريخيًّا في السياسة والسلطة، فإن هناك شعورًا سائدًا بين القادة المسلمين بتهميشهم وتقليل المساحة المتاحة لهم داخل أي حزب سياسي.

وفي الآونة الأخيرة، قام حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بإقصاء العديد من القادة المسلمين من صفوفه وتهميش أصواتهم بشكل ملحوظ، وحتى أحزاب المعارضة تُظهر ترددًا في التعامل مع الزعماء المسلمين، خوفًا من فقدان أصوات الناخبين الهندوس.

وأدى هذا التحول في التحركات السياسية إلى شعور العديد من القادة المسلمين بالإقصاء والتجاهل، كما يؤكد ذلك بعض السياسيين المسلمين من الهنود.

“محاولات باءت بالفشل”

نجيب جنغ، الذي شغل منصب نائب حاكم مدينة دلهي، من يوليو/تموز 2013 إلى ديسمبر/كانون الأول 2016، واستقال بعد عامين من وصول مودي إلى السلطة، في وقت كانت الهند تشهد فيه تصاعدًا للكراهية ضد المسلمين، حاول حينها نجيب جنغ المحادثة مباشرة مع الحكومة، لكن محاولته باءت بالفشل.

ولم يشتكِ جنغ من الحكومة، مؤكدًا أنه سعيد باعتزاله “لم تزعجني الحكومة أبدًا بالتمييز. حصلت على وظيفة جيدة، فقد كنت في ولاية ماديا براديش التي حكمها حزب بهاراتيا جاناتا، في ذلك الوقت لم يكن الأمر صعبًا بالنسبة لي، فقد حصلت على فرص جيدة في الحكومة الهندية”.

وجنغ الذي شغل منصب شيخ الجامعة الإسلامية في نيودلهي، وعمل مسؤولًا كبيرًا في الحكومة الهندية لأكثر من عقدين، أكد للجزيرة مباشر أنه “ليس هناك شك في أنه خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية، تم تهميش المسلمين، مما أدى إلى خلق شعور بالاستياء بينهم”.

نجيب جنغ، نائب حاكم مدينة دلهي الأسبق (الجزيرة مياشر)

وقال “لن أستخدم كلمة ‘خائفون’ لكنهم في ورطة، ويحاولون العثور على وسيلة للخروج من هذا الوضع”. ثم عاد وتساءل “من المسؤول عن هذا؟ أنت تعرف ذلك، وأنا أعرف ذلك. هناك فئة من المجتمع خلقت بيننا اختلافات وما زالت تفعل ذلك، وهذا ليس في صالح البلاد ولا في مصلحة الدستور”.

ولفت جنغ إلى أهمية أن تعامل الحكومة الهندية المسلمين بشكل جيد “إذا أصبحت الهند قوة اقتصادية ثالثة، ويوجد بها عدد كبير من السكان، فيجب على الحكومة في هذا الوقت أن تعامل المسلمين بشكل جيد، وتمسك أيديهم معًا حتى لا تتحطم ثقتهم”.

واختتم حديثه بأنه اضطر إلى تقديم استقالته من حكومة مودي “في أعقاب القرار السياسي الأخير، إذ قررت الحكومة عدم منح المسلمين أي منصب كانت تمنحه لهم في وقت سابق”.

مواصلة الإرث السياسي

من جانبه، استعرض السياسي سلمان خورشيد التاريخ السياسي لعائلته، قائلًا إنه بسبب البيئة السياسية الراهنة، حتى حزبه لا يمنحه أي فرصة لمواصلة إرثه السياسي.

وشغل جد سلمان خورشيد، ذاكر حسين، منصب الرئيس الثالث للهند، وتولى منصبه من 13 مايو/أيار 1967 حتى وفاته في 3 مايو 1969.

سلمان خورشيد، وزير الخارجية الهندي الأسبق (الجزيرة مباشر)

أما والده، خورشيد عالم خان، فقد شغل منصب وزير الدولة في عهد رئيسَي الوزراء الراحلَين إنديرا غاندي، الابنة الوحيدة لنهرو، وراجيف غاندي، آخر رئيس للوزراء من أسرة غاندي.

ويؤكد خورشيد انتخابه في وقت سابق مرتين نائبًا في البرلمان، وقال “انتُخبت عضوًا في البرلمان مرتين عن دائرة فرخ آباد، كما انتُخبت زوجتي عضوًا في المجلس التشريعي عن دائرة قائم غونج، التي تقع في مدينتي”.

كما شغل سلمان خورشيد مناصب وزارية عدة في الماضي بينها وزارات القانون والتجارة والشؤون الخارجية الهندية، وخدم بلده في العديد من المنصات من الأمم المتحدة إلى الحقائب الوزارية في الهند. وكان سلمان وجهًا إسلاميًّا بارزًا في حزب المؤتمر الهندي، إذ خاض الانتخابات وفاز مرتين، لكنه الآن يواجه التهميش داخل الحزب، ويأمل مستقبلًا أن يكون له دور في الحكومة الهندية.

المصدر : الجزيرة مباشر