تقرير: إدارة بايدن غيرت موقفها من اجتياح رفح

نتنياهو مصرّ على اجتياح رفح بدعوى القضاء على بقية الكتائب التابعة لحماس (الأوروبية)

أفاد تقرير إخباري في صحيفة واشنطن بوست، أن الإدارة الأمريكية تجاوزت تصريحات الرئيس جو بايدن الخاصة باجتياح رفح، التي حذر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن اجتياح رفح “خط أحمر”.

وذكر التقرير أنه بعد مرور نحو أسبوعين على الاجتياح الإسرائيلي لرفح، فإن الإدارة الأمريكية تقول إن “الخط الأحمرلم يتم تجاوزه بعد”، وتصف الاجتياح العسكري بأنه “محدود”، لكنها في نفس الوقت تعترف بأن معاناة المدنيين تتفاقم.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” في وقت سابق من هذا الشهر، بعد ثلاثة أيام من بدء القوات الإسرائيلية عملياتها على مشارف المدينة: “إذا ذهبوا إلى رفح، فلن أقوم بتزويدهم بالأسلحة”.

وأشار بايدن حينها إلى أنه أوقف شحنة من القنابل والصواريخ تصل حمولتها إلى 2000 رطل من النوع الذي استخدمته إسرائيل لإحداث آثار مدمرة في مناطق حضرية أخرى.

وفي بيان تلو الآخر، قال بايدن وكبار مسؤولي الأمن القومي إن الولايات المتحدة “لن تدعم عملية عسكرية كبيرة” في مدينة رفح الواقعة بأقصى جنوب غزة، إذا لم تسبقها خطة “ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ” لضمان الحماية والدعم الإنساني لما يقدر بنحو 1.5 مليون فلسطيني لجؤوا إلى هناك هربًا من القتال في أقصى الشمال.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، للصحفيين يوم الأربعاء: “ما رأيناه حتى الآن فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة كان أكثر استهدافًا ومحدودًا، ولم يتضمن عمليات عسكرية كبيرة في قلب المناطق الحضرية المزدحمة”.

وأضاف “ما سننظر فيه هو ما إذا كان هناك الكثير من الموت والدمار الناجم عن هذه العملية أم أنها أكثر دقة وتناسبًا”.

الواقع على الأرض

وفي مقابل هذه الطمأنات الرسمية الأمريكية، أكدت المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض في قطاع غزة أن الإدارة الأمريكية ترفض الاعتراف بما لا تريد رؤيته.

وقالت سوزي فان ميغان، رئيسة العمليات في المجلس النرويجي للاجئين في غزة، في بيان أمس الخميس، إنه مع دخول القوات الإسرائيلية رفح من الشرق وتحركها بثبات غربًا نحو المركز، فإن المدينة أصبحت “تتكون من ثلاثة عوالم مختلفة تمامًا، الشرق عبارة عن منطقة حرب نموذجية، والوسط مدينة أشباح، والغرب عبارة عن كتلة مزدحمة من الناس الذين يعيشون في ظروف يرثى لها”.

وأضافت “الهجوم المحدود لا يغير كثيرا من حيث الواقع على الأرض، حيث الذعر والخوف في كل مكان”، مؤكدة أنه خلال الأيام العشرة الماضية فرّ نحو مليون شخص من رفح.

مئات الآلاف خرجوا من رفح مع تواصل هجمات الجيش الإسرائيلي
مئات الآلاف خرجوا من رفح مع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية فيها (رويترز)

وفقًا للمجلس النرويجي للاجئين ومنظمات إنسانية أخرى، فقد ذهب معظمهم إلى مدينة خان يونس القريبة التي تحولت إلى أنقاض أو إلى وسط أو شمال غزة، حيث يستمر القتال العنيف ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو إلى الشاطئ القاحل في منطقة المواصي.

وقال مسؤول إغاثة آخر تعمل منظمته داخل رفح، إنه على عكس تصوير الحكومة الإسرائيلية لأنشطتها المحدودة الحالية في المدينة الجنوبية وما حولها، فإن رفح تتعرض بالفعل لتهديد حقيقي ناجم عن عملية عسكرية كبيرة.

وأضاف: “ما يحدث في رفح هو بداية بطيئة لعملية شاملة، حيث لا يزال المدنيون يُقتلون تحت غطاء الضربات الدقيقة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + واشنطن بوست