“كابوس لوجستي”.. مقال بنيويورك تايمز يرسم صورة قاتمة لقطاع غزة

Palestinians carrying boxes of aid after trucks loaded with supplies from the U.S.-built pier arrived in the Nuseirat refugee camp in the Gaza Strip last week.Credit...Saher Alghorra/Associated Press
فلسطينيون يحملون صناديق المساعدات بعد وصول شاحنات محملة بالإمدادات من الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة (أ ب)

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وزارة الدفاع (البنتاغون) واجهت واقعا مختلفا كليا في قطاع غزة جراء الصعوبات التي تعترض عمليات توزيع المساعدات الإنسانية.

وفي مقال تحليلي في الصحيفة، توقع البنتاغون أن تصل شحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر عبر الرصيف العائم هذا الأسبوع، لكن لم يصل سوى القليل من المواد الإغاثية للمدنيين الموزعين في القطاع المحاصر.

وأوضح المقال أنه خلال الأسبوع الجاري، وبعدما انتهى الجيش الأمريكي وحلفاؤه من تشغيل الرصيف العام والمؤقت على شاطئ غزة، واجه المخططون في البنتاغون “كابوسا لوجستيا” سبق أن حذر المنتقدون من أنه سيصاحب هذه العملية.

وتوقعت وزارة الدفاع الأمريكية تدفقا مستمرا من المساعدات الغذائية الإنسانية إلى غزة عبر الرصيف العائم بعد تشغيله مباشرة، لكن لم يصل سوى القليل من هذه المواد إلى الداخل الفلسطيني المحاصر.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن عدة شاحنات نُهبت وهي في طريقها إلى أحد المستودعات. كما أن تعقيد تشغيل مشروع الرصيف في “منطقة حرب” ما زال يؤدي إلى إبطاء عملية التوزيع.

وقال مسؤولون إن نهب شاحنات المساعدات لا يزال مستمرا؛ مما أجبر برنامج الأغذية العالمي على تعليق عملياته مدة يومين.

وعلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) توزيع المواد الغذائية في رفح يوم الثلاثاء، بسبب انعدام الأمن، مضيفة أنها لم تتلق أي إمدادات طبية منذ 10 أيام بسبب الإغلاقات والتعطيل في معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين.

Trucks loaded with humanitarian aid being stormed by Palestinians last week. U.N. officials have said such incidents reflect the desperation of people trying to feed themselves and their families. Credit...Abdel Kareem Hana/Associated Press
مواطنون فلسطينيون يستولون على شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية لإطعام أنفسهم وأسرهم (أسوسيتد برس)

واعتبرت الصحيفة أن مشروع الميناء العائم على شاطئ غزة، واجه وسيواجه العديد من المشاكل، لعل أهمها أن سياسة البيت الأبيض لا تسمح للقوات الأمريكية بالوجود على أرض غزة؛ ولذا فإن البنتاغون لديه القدرة على بدء المهمة لكنه لا يستطيع إنهاءها، وهو الوضع الذي شبهه أحد المحللين العسكريين بامتلاك محرك سيارة من دون عجلات.

وقالت الصحيفة إن مشروع الرصيف يكافح من أجل المضي قدمًا، لكنه يصطدم بالوضع الأمني السيّئ في غزة حيث لقي أكثر من 35 ألف شخص حتفهم وأصيب أكثر من 77 ألفا، وفقا للسلطات الصحية في القطاع. وسوف يرتفع عدد الضحايا مع قيام إسرائيل بتوسيع عمليتها العسكرية والأمنية في رفح بجنوب قطاع غزة.

واتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، يوم الاثنين، بالتسبب في “المجاعة كوسيلة للحرب، بما في ذلك الحرمان من إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدا في الصراع”.

لكن المنظمات الإغاثية المحلية والدولية العاملة في غزة، أكدت أن العديد من سكان القطاع يعانون من الجوع الشديد، مما دفع عددًا منهم إلى أخذ المساعدات عنوة من الشاحنات.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن السطو على الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية يعكس يأس الناس الذين يحاولون إطعام أنفسهم وأسرهم. كما ألقت جماعات الإغاثة والأمم المتحدة باللوم في أزمة الجوع على تجار السوق السوداء الذين استولوا على الإمدادات لبيعها بأسعار زائدة ومبالغ فيها.

ويقول مسؤولون في الأونروا ومسؤولون أمريكيون إنه من الصعب للغاية إيصال المساعدات إلى مراكز التوزيع دون حراسة من الشرطة وحماية القوافل الإغاثية.

المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز