“قنبلة على رأس الجيش”.. ترقيات جديدة في هيئة الأركان الإسرائيلية تثير عاصفة من الانتقادات

غالانت يواجه ضغوطا سياسية منذ 7 أكتوبر الماضي
غالانت يواجه ضغوطًا سياسية منذ 7 أكتوبر الماضي (رويترز)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان الحرب الإسرائيلية، اللواء هرتسي هاليفي، مساء الجمعة 2 مايو/أيار ترقية عدد من كبار الضباط إلى مناصب رئيسة في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي.

وشملت هذه الترقيات، تعيين العميد شلومي بيندر في منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والعميد آفي بلوط في منصب قائد المنطقة الوسطى.

وأشعلت الترقيات عاصفة من الجدل في دوائر صنع القرار الإسرائيلي، تمحورت حول انعدام الشفافية في اتخاذ القرار، حيث ادعت العديد من الجهات بأنها تمت من دون إجراء نقاش شعبي حولها، ودون مشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقرار الترقيات.

ووصف ميخائيل شميش، المراسل العسكري لهيئة الإذاعة والتلفزة الإسرائيلية “كان 11″، طريقة التعيينات بأنها “قنبلة تسقط على رأس الجيش”، مؤكدًا أن “إدخال خمسة جنرالات جدد إلى هيئة الأركان يعني تغيير هيئة الأركان نفسها”.

خلاف متصاعد بين نتنياهو وغالانت
خلاف متصاعد بين نتنياهو وغالانت (رويترز)

“نتنياهو لم يشارك بها”

ولعل بوادر الخلاف بين المؤسسة العسكرية، ممثلة بوزير الدفاع ورئيس الأركان من جهة، وبين شخصيات ذات ثقل في الحكومة الإسرائيلية، على رأسها نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، قد قطعت شوطًا جديدًا في ضوء تقرير هيئة الإذاعة الإسرائيلية.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو أحيط علمًا بالتعديلات في هيئة الأركان “تمامًا قرب موعد النشر العلني عنها”، ما يعني أن التعيينات الجديدة قد تمّت بالتنسيق بين رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع، من دون مشاركة نتنياهو في الأمر.

وتداول صحفيون إسرائيليون خبرًا مفاده أن نتنياهو لم يُحط بالخبر، ولم تُطلب منه المصادقة عليه.

بن غفير يطالب بإقالة غالانت

وادعى العديد من منتقدي القرار أن بعض الضباط الذين حصلوا على ترقيات، يتحملون مسؤولية معينة حول ما حصل في عملية “طوفان الأقصى”، مشيرين إلى أن هذه التعيينات تمس ثقة الشعب الإسرائيلي بالجيش.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الذي يعد على رأس معارضي التعيينات الجديدة، دعا إلى إقصاء غالانت، من منصبه.

سموتريتش وبن غفير يحاولان التدخل في تعيين قيادات الجيش
سموتريتش وبن غفير يحاولان التدخل في تعيين قيادات الجيش (رويترز)

ونقل عن بن غفير قوله إن “غالانت، وهو من أكبر من اعتنقوا الافتراض القائل بأن حماس لا تعتزم مهاجمة إسرائيل، وأحد أبرز المسؤولين عن إخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لا يملك الحق في تعيين جنرالات، أو إعادة بناء هيئة الأركان العامة المقبلة للجيش الإسرائيلي”.

وأضاف بن غفير أن “التعيينات التي أقرها غالانت اليوم، بالتعاون مع رئيس هيئة الأركان، تُظهر أنه لا يأبه بالشعب الإسرائيلي بالمطلق”.

سموتريتش يرفض الخطوة

من جهته، وجّه رئيس حزب الصهيونية الدينية، وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، انتقادًا حادًّا للترقيات، مدعيًا أن مسألة تعيين جنرالات هيئة الأركان يجب أن تتم بوساطة جهة غير مسؤولة عما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأضاف “أعود وأكرر، من دون أية علاقة للأمر بهوية الضباط، فإن تعيين جنرالات الجيش الذين سيكونون مسؤولين عن إصلاح الجيش بعد الإخفاق، لا يجب أن يناط برئيس هيئة الأركان، المسؤول بنفسه عن الإخفاق”.

في المقابل، ساند رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد، قرارات الترقية، قائلًا إن الأمر يقع في إطار صلاحيات رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع.

وفيما يلي معلومات حول جنرالات هيئة الأركان الخمسة الجدد:

العميد شلومي بيندر، الرئيس الجديد لشعبة الاستخبارات العسكرية

حامل لدرجة الماجستير في الفلسفة، ولديه تاريخ في مجال العمل الاستخباري. سبق أن عمل رئيسًا لوحدة الاستخبارات، وصفه موقع الجيش الإسرائيلي بكونه ضابطًا مهنيًا ومؤتمنًا، “وذا أهمية استراتيجية”.

العميد آفي بلوط، القائد الجديد للمنطقة الوسطى

قائد كتيبة سابق في لواء المظليين، وكان قائدًا لوحدة النخبة “ماجلان”، وكان قائدًا للفرقة العسكرية المسؤولة عن الضفة الغربية، إلى جانب مسؤوليته عن معركة “بأس جنين” في يوليو/حزيران 2023 التي سبقت “طوفان الأقصى”.

العميد دان غولدفوس، قائد الطابور الشمالي، وقائد منظومة المناورات في سلاح البر

عمل قائدًا لكتيبة وحدة الكوماندو البحري الإسرائيلي “شاييطت 13″، وهو القائد الأعلى لعملية الهجوم على خان يونس خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.

العميد دافيد بار خليفة، قائد التجنيد والقوى العاملة في الجيش

من قادة لواء النخبة “غفعاتي” السابقين، وعمل خلال الحرب الحالية على قطاع غزة مسؤولًا لفرقة “جاعش” التي قادت المناورات في منطقة المعسكرات الوسطى في قطاع غزة.

العميد أفيعاد دغان، مسؤول قسم التكنولوجيا والاتصالات العسكرية

القائد السابق للسرب الشمالي في سلاح الجو الإسرائيلي، وعمل قائدًا لقاعدة “حتسريم” الجوية الإسرائيلية.

المصدر : قناة كان العبرية