صادق خان يفوز بانتخابات عمدة لندن وحزب المحافظين يتكبد أسوأ هزيمة منذ 40 عاما

صديق خان على أعتاب فترة ثالثة كعمدة لندن
صادق خان يفوز بفترة ثالثة عمدة للندن (رويترز)

فاز رئيس بلدية لندن صادق خان، مرشح حزب العمال، السبت، بولاية ثالثة، متفوقا بفارق كبير على منافسته المحافظة سوزان هول، بعد إعلان كل مناطق العاصمة نتائجها في الانتخابات المحلية.

وأصبح خان (53 عاما)، وهو ابن مهاجرَين باكستانيَّين وأول رئيس بلدية مسلم لعاصمة غربية، أول زعيم للندن يحصل على ثلاث ولايات منذ إنشاء هذا المنصب في عام 2000.

وأعلن جون كيرتس، خبير استطلاعات الرأي بهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن خان فاز بمنصب عمدة لندن لفترة أخرى بفارق قد يصل إلى 10% عن أقرب منافسيه.

وتعرّض المحافظون، الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في المملكة المتحدة، لأسوأ انتكاسة لهم منذ 40 عاما في الانتخابات المحلية التي جرت الخميس الماضي 2 من مايو/أيار، إضافة إلى خسارة انتخابات تشريعية فرعية فاز بها حزب العمال.

وقال كيرتس في مقابلة مع (بي بي سي) “نرى بالتأكيد إحدى أسوأ نتائج المحافظين، إن لم تكن الأسوأ، في انتخابات محلية خلال الأربعين عاما الماضية”.

وأظهرت النتائج المعلنة حتى الآن فوز حزب العمال بأكثر من 170 مقعدا ورئاسة 8 مجالس محلية إضافية، في حين خسر المحافظون نحو 450 مقعدا، أي ما يقرب من نصف مقاعدهم.

سوناك يدافع عن سياساته

من جانبه، دافع رئيس الوزراء ريشي سوناك، الذي يسعى إلى توحيد صفوف المحافظين، السبت، عن سياساته خاصة تلك المتعلقة بخطته لترحيل المهاجرين إلى رواندا، وتخفيض الضرائب.

وقال “حزب العمال لم يفز في الأماكن التي قالوا إنهم سيفوزون فيها” للحصول على الأغلبية عقب الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكدا في مقال نُشر بصحيفة التلغراف أن “المحافظين وحدهم لديهم خطة” للبلاد.

سوناك يواجه وضعا صعبا مع تصاعد الخسائر الانتخابية لحزب المحافظين
سوناك يواجه وضعا صعبا مع تصاعد الخسائر الانتخابية لحزب المحافظين (رويترز)

ويبدو المحافظون، الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في المملكة المتحدة، منهكين ومنقسمين بينما يعانون من أجل الوفاء ببعض الوعود التي تعهدوا بها قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خصوصا في ما يتعلق بمكافحة الهجرة والنمو الاقتصادي، في حين يرى البريطانيون خدماتهم العامة تنهار.

تأثير حرب غزة

لكن الرياح لم تَجر تماما كما يشتهي حزب العمال الذي خسر تأييدا واسعا بسبب موقفه الذي عَدَّه البعض مؤيدا لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة.

وقال خبير استطلاعات الرأي كيرتس في تحليل لصحيفة (آي) إن الحزب استفاد من “رغبة الناخبين في إلحاق الهزيمة بالمحافظين” أكثر من إظهارهم “الحماسة” تجاهه.

وأضاف “هذه النتائج لن تبدد الانطباع الذي تكوَّن منذ مدة طويلة بأن حزب العمال يمضي قدما للفوز في الانتخابات العامة المقبلة”.

ودُعي الناخبون إلى صناديق الاقتراع، الخميس، للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية في بلاكبول الجنوبية (شمال غرب إنجلترا) عقب استقالة النائب المحافظ سكوت بنتون بسبب قضية تتعلق بممارسة ضغوط، وفاز حزب العمال بها.

انتكاسة في بلاكبول

وتشكل الانتكاسة في بلاكبول الجنوبية الهزيمة الحادية عشرة للمحافظين في انتخابات فرعية منذ انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2019 التي شهدت فوز المحافظين بقيادة جونسون آنذاك.

وهذا الرقم غير مسبوق منذ ستينيات القرن الماضي. ومُني حزب المحافظين بسبع من هذه الهزائم في عهد سوناك الذي يتولى السلطة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022 خلفا لليز تراس التي استمرت ولايتها أقل من شهرين.

وأشاد زعيم الحزب كير ستارمر بالنتيجة، قائلا إنها “لم تكن مجرد رسالة صغيرة وليست مجرد همس، بل صرخة من بلاكبول: نريد التغيير”.

وأضاف “تتحدث بلاكبول باسم البلاد بكاملها قائلة: لقد سئمنا بعد 14 عاما من الفشل، و14 عاما من التراجع، نريد طي الصفحة وبداية جديدة مع حزب العمال”.

وتعزز المكاسب الكبيرة التي حققتها المعارضة العمالية فرص تولي زعيمها كير ستارمر رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من العام الجاري.

المصدر : الفرنسية