خيمة في رفح لعلاج الأطفال من ضعف السمع والنطق (فيديو)

ضمن مبادرة لتقديم الرعاية للأطفال الفلسطينيين الذين يعانون مشاكل في السمع والنطق وإعاقات متنوعة، حوّل عدد من الاختصاصيين التربويين في شرق رفح، خيمة إلى مركز يهتم بهذه الفئة التي تعد من أكثر الناس تضررا في زمن الحرب.

تحوي الخيمة مقر المبادرة، على عدة زوايا، كل زاوية منها خُصّصت لنشاط معيّن، فهناك الحكواتي الذي يقوم بسرد القصص الخيالية والحكايات الجميلة للتخفيف عن الأطفال، ورسم الابتسامة على وجوههم، وهناك مجموعة تقوم بتمارين عقلية، وهناك مجموعة أخرى تتدرب على النطق.

وفي حديثها للجزيرة مباشر، قالت الدكتورة وفاء أبو جلال مديرة مركز الوفاء الذي قام بهذه المبادرة: خلال الحرب التي استمرت أكثر من 211 يوما على قطاع غزة، عكف المركز على عدة جهود إنسانية وإغاثية لمختلف الشرائح وأبرزها الأطفال.

 

وأضافت: “المركز قام بإنشاء خيمة خاصة بحالات التأهيل لمن يعانون مشاكل في النطق مثل التأتأة وغير ذلك، لتقديم الدعم النفسي لهذه الفئات”.

وتابعت: “بحسب إحصاءات قمنا بعملها فإن 48% من الأطفال أصيبوا بإعاقات سمعية أو بصرية أو ببتر لأحد الأطراف، فضلا عن إعاقات نفسية أخرى جراء الحرب، ونحن في المركز نحاول أن نقدم ما يمكن من دعم نفسي ومعنوي وسلوكي لهم، حتى يتمكنوا من التعايش مع الوضع الراهن، الذي يتعرضون فيه لصدمات متتالية في مدد وجيزة”.

واستطردت قائلة: “طاقم مركز الوفاء له خبرة تقارب 8 سنوات في التعامل مع هذه الفئات، وقد قمنا بعمل خطة منهجية مؤسسة للتعامل مع حالات الإعاقة المختلفة سواء كانت قبل الحرب أو بعدها، لتقديم الدعم النفسي اللازم لهم، فضلا عن تقديم العون للأطفال الذين أصيبوا بأضرار في السمع جراء الانفجارات العنيفة وأصوات الصواريخ، بعمل الفحوصات الأولية الممكنة لهم، وتوعية الأهل بكيفية التعامل مع أبنائهم في ظل إصابتهم بمشكلة سمعية”.

 

وأوضح جابر العايدي المختص في السمعيات والنطق أن دوره يتمثل في القيام بفحص السمع للأطفال وللنساء أيضا.

وقال: “لاحظت وجود العديد من الحالات التي تعاني من ثقب في طبلة الأذن بسبب الأصوات العالية للانفجارات، ونحن نقوم بإحالة هذه الحالات لأطباء الأذن والأنف والحنجرة، الذين يقومون بوصف العلاج الملائم، كما أننا نقوم بوصف نوع السماعات لمن أصبح لديهم انخفاض في السمع بدرجات مختلفة”.

وأفادت شروق محمد المختصة في علاج النطق والتخاطب بأن “الأطفال يعانون كثيرا بسبب الحرب من الاضطرابات النفسية التي خلقت لديهم تأتأة وعدم قدرة على النطق الصحيح للحروف، ونحن نحاول الحد من هذه المشكلة عن طريق التدخل المبكر بجلسات النطق التي يستجيب لها الأطفال بنسب متفاوتة حسب قدرات كل منهم”.

أما هبة السوفي المختصة في التربية الخاصة فقد ذكرت أنها تتعامل مع الأطفال الذين بُترت أطرافهم بسبب الحرب، من حيث توفير الدعم النفسي لهم أو عمل التمارين المناسبة لتقوية العضلات، ليتمكن هؤلاء الأطفال مستقبلا من الاعتماد على أنفسهم ولا يصبحوا من ذوي الإعاقة المهمشين.

ووفقا لليونيسف فإن إحصاءات أُجريَت قبل الحرب أشارت إلى أن 12% من الأطفال الفلسطينيين ممن تتراوح أعمارهم بين 2 و17 عاما يواجهون صعوبة وظيفية واحدة أو أكثر، في حين أن 21% من الأسر في غزة تضم فردًا واحدًا على الأقل يعاني إعاقات جسدية أو ذهنية، وعلى الرغم من شُحّ البيانات المتاحة في الوقت الحالي، فإن التقديرات تشير إلى ارتفاع كبير في الإعاقات بين الأطفال.

المصدر : الجزيرة مباشر